بغداد- العراق اليوم:
عاش عازف شاب من مدينة الموصل معاناة كبيرة لأكثر من عامين تحت حكم تنظيم داعش، بسبب مهنته التي اعتقل بسببها لكنه رغم ذلك بقي في المدينة حتى استعادة القوات الأمنية الساحل الأيسر مؤخرا.
وذكرت صحيفة"الحياة" في تقرير لها اليوم الخميس ( 16 شباط 2017)، أن عائلة الشاب مقداد أمين غادرت الموصل إلى بغداد بعد سيطرة داعش عليها في العام 2014، وبقي هو لنقل آلاته الموسيقية وأشياء أخرى حيث لم يستطع بعد ذلك الخروج من المدينة وفشلت كل محاولاته للهرب لأسباب عدة أحدها مقتل السائق الذي كان سيتولى تهريبه .
وأضافت أن أمين وصف الأشهر التي مرت عليه في الموصل تحت حكم داعش بـ "الجحيم"، حيث حاول الهرب 26 مرة و استولى التنظيم على كل آلاته الموسيقية بعد اعتقاله في بيته وهو يحاول تأليف مقطوعات موسيقية.
وبشأن استمراره في العزف أفاد بأنه كان يغلق كل الأبواب ويمتنع عن مغادرة البيت إلا للضرورة وانشغل بتأليف معزوفاته الخاصة، وكان يعزف وسط المنزل في نقطة الوسط بالذات كي لا يسمعه الجيران ويبلغوا داعش عنه، لكنه تعرض للوشاية أخيرا.
وأشار إلى أن إحدى مقطوعاته الموسيقية مستوحاة من تفكيره المتواصل بالهرب وتخيلاته بعبور الحواجز والحدود في مدينته إلى بر الأمان، وأطلق عليها اسم "الحالم"، أما مقطوعة "يُسر" ألفها في لحظات مغادرته الجزء الأيسر من الموصل بعد استعادته باتجاه بغداد.
الجدير بالذكر أن مقداد أمين من عائلة فنية معروفة في الموصل فوالدته رسامة وأبوه نحات فيما تقوم شقيقته بالعزف مثله وشقيقه مغن، وقد خرج الشاب العازف في وقت سابق من حي السلام في المدينة بعد استعادته من أيدي تنظيم داعش، لينضم إلى عائلته بعد فراق استمر أكثر من سنتين أمضاهما موسيقيا "متمردا" على قوانين داعش.