بغداد- العراق اليوم: بقلم الفريق الركن/ احمد الساعدي عندما وجه الرئيس الصيني نداء الى الشعب يطلب منه جمع وتخزين المواد الغذائية لمدة اربعة اعوام، اخذت التحليلات وفق المعطيات المتوفرة تتبارى، بعضها يظن وجود فايروس جديد، وبعضها استبعد ذلك، ولكن جميع الدلائل والمؤشرات تقول أن العالم على شفا الحرب الكونية وفق المعطيات الاتية. ١- الانسحاب الامريكي من افغانستان بموجب اتفاق بين طالبان والامريكان تحت الرعاية القطرية، وانتج عن ذلك الاتفاق الانسحاب الامريكي الذي تحول فيما بعد الى هزيمة عسكرية.. الامريكان تركوا خلفهم معسكراتهم ومعداتهم واسلحتهم التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. ٢- قامت البحرية الامريكية باعادة انفتاحها وانتشارها مابين المحيط الهادئ وقرب البحر الصيني والخليج العربي وكذلك المتوسط مع اجراء مناورات عسكرية ضمن المناطق المذكورة، وعلى افتراض الحرب مع الصين وحلفائها. ٣- قيام امريكا بتسليح استراليا بالغواصات النووية من مخزونات الجيش الامريكي على وجه السرعة والغاء العقد مع فرنسا، وتاسيس حلف ثلاثي بين بريطانيا وامريكا واستراليا مع دعم امريكي لهذه الدول عسكرياً. ٤- يتحدث القادة العسكريون الامريكان عن وجود خطر صيني يهدد الامن القومي الامريكي . 5- تسليح الجيش التايواني باسلحة حديثة تقدر قيمتها بخمسة مليارات دولار من قبل الامريكان . ٦- تصريح وزير الدفاع البريطاني مؤخراً بقوله: " اننا مقبلون على حرب في اوربا"، فضلاً عن ارسال بعض التعزيزات العسكرية الامريكية الى اليونان. اما في الجانب الاخر، وأقصد الجانب الصيني الروسي، فقد قامت روسيا مؤخراً بالاعلان عن انتاج صورايخ مدمرة الى الاقمار الصناعية وكذلك عن تطويرها لمنظومة الصواريخ العابرة للقارات مع تطوير قدرات القوة الجوية وانتاجها لطائرات حديثة توازي الطائرات الامريكية f35، كما تفيد التقارير الاستخباراتية بوجود تحرك لقطعات في الجيش الروسي بالقرب من حدود اوكرانيا، وكذلك ثمة تحشيد صيني باتجاه تايوان والتي يعتبرها الصينيون الابن الضال والذي يجب اعادته الى احضان ابيه. كل هذه المؤشرات والاحداث تشير الى أن التصعيد السريع في الاحداث ينسجم مع توجيه الرئيس الصيني، على الرغم من وجود حوار دبلوماسي بين الطرفين، ولكن الطرفين لن يتخليا عن تايوان لكون الامريكان يعتبرونها حاملة طائرات غير قابلة للاغراق، وبالمفهوم العسكري الاستراتيجي تشكل تايوان خطهم الدفاعي الاول وضمان استمرار حرية حركة الملاحة وخطوط سير السفن التجارية الامريكية ولو اقتضى الامر عند الامريكان لاستخدام الاسلحة النووية دفاعاً عن تايوان لن يتراجعوا عن ذلك القرار . ان اي احتلال لتايوان من قبل الصينيين يعني تهديد الامن القومي الامريكي مع ذلك نرى المشهد العالمي معقداً جداً، وهنالك تضارب في المصالح بل وتقاطع في مناطق نفوذ الدول العظمى، مع استعداد عسكري كبير وتصعيد من قبل جميع الاطراف يشي بوجود خطر حربي قادم. ولكن أيضاً هنالك سيناريو اخر غير مشهد الحرب، وأقصد في ذلك، بأن كل ماجرى عبارة عن اوراق ضغط سياسية لاجل تحقيق اهداف استراتيجية ومثال على ذلك رغبة الصين برفع الحظر الامريكي عن المنتجات الصينية وعدم عرقلة مشروع طريق الحرير وانسحاب القوات الامريكية من بحر الصين وغيرها من الاهداف غير المعلنة. اما روسيا فهي تريد اعترافاً اوربياً بتحويل اقليم القرم كجزء من الاراضي الروسية واستمرار تدفق الغاز الروسي الى اوربا بدون قيود امريكية او تلاعب بهذا الملف مع حل ملفات اخرى تتعلق بالنفوذ الروسي في البحر المتوسط وتخفيض الجيش الامريكي باليونان واجزاء من اوربا. من خلال المتابعة والرصد نرى الخيار الدبلوماسي يسير ولكنه ببطئ خلاف المسار العسكري النشط والفعال اكثر، وأظن أن عام ٢٠٢٢ سوف يكون عاماً اكثر ديناميكية واحداثاً وحسماً، فأما أن تحل الازمات وينتهي فتيل الحرب، او الحرب واقعة لامحال، وستكون مدمرة لكوكب الارض حيث ستستخدم فيها جميع الاسلحة الفتاكة. ومع ذلك نقول ان الاستعداد للحرب من اوجب المهمات.
*
اضافة التعليق