اياد السماوي
يبدو أنّ موضوع تغيير المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات والأحداث المؤسفة الدامية التي رافقت تظاهرات السبت الماضي , قد تحوّلت إلى مجال واسع للمزايدات الرخيصة والشعارات الكاذبة والعنتريات الفارغة , واعني في هذا تحديدا النائب الخائب والفاشل فائق دعبول , فالنائب البهلوان فائق دعبول وقبل يومين فقط من أحداث السبت المؤسفة , كان في لقاء تلفزيوني على قناة العهد مع الإعلامي ريناس علي , وقال في هذا اللقاء بالحرف الواحد ( التيّار الصدري شيكلك ما دام هذا مجلس المفوضين ما كدرنا نسيطر عليه , القادم بتشكيلته راح نسيطر عليه , وأنا من خلال قناة العهد أكوله للسيد مقتدى الصدر ما راح تكدر تسيطر عليه , لأن أبو أسراء ما راح يخليك أبدا , هو يمتلك القوّة والنفوذ والسيطرة ) , وقال مخاطبا مقدّم البرنامج وبيننا الأيام في نبرة للتحدّي , وهذا اعتراف صريح من قبل النائب دعبول بأنّ زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر يريد تغيير مجلس المفوضين الحالي من أجل السيطرة عليه وليس من أجل الإصلاح كما يدّعي.
فإذا كنت يا دعبول تعترف بعظمة لسانك أنّ مقتدى الصدر يريد من خلال هذه التظاهرات السيطرة على مجلس المفوضين , فما حدا مما بدى لتخرج على الرأي العام بعد ثلاثة أيام فقط بمؤتمر صحفي بائس ويفتقد للّياقات السياسية وتطالب بحل مجلس المفوضين الحالي وتهدد بأنّ مجلس المفوضين سوف يحل سواء بالدم أو بالتظاهرات السلمية ؟ ولا أدري ماذا تقصد بعبارتك سواء بالدم ؟ وهل التحريض يا دعبول على زملائك النوّاب الذين ذكرتهم وبهذه الطريقة التي تفتقد لأبسط قواعد الزمالة تليق بنائب يدّعي أنّه ندّ وخصم لنوري المالكي ؟ ماذا تهدف من خلال هذا التحريض على النوّاب عبد القهار السامرائي وحنان الفتلاوي ومحمد حلبوس ؟ وحين تخاطب يا دعبول الرأي العام بأنّ المستفيد الأكبر من مجلس المفوضين الحالي هو نوري المالكي , هل تستطيع يا دعبول أن تخبر الرأي العام كم مفوض من المفوضين التسعة تابع للمالكي ويأتمر بأمره ؟ أم أنّك تعتقد أن خداع الناس ممكن وسهل ؟ ومن أجل أن يطلّع الشعب والرأي العام العراقي على أكاذيب النائب فائق دعبول باتهامه نوري المالكي بالسيطرة على مجلس المفوضين الحالي , هذه هي أسماء مجلس المفوضين التسعة اتركها للرأي العام ليطلّع على حجم الأكاذيب والافتراءات والمزايدات الرخيصة:
سربست مصطفى .. رئيس مجلس المفوضين من الحزب الديمقراطي الكردستاني
كاطع الزوبعي .. نائب رئيس المجلس من اتحاد القوى
وائل الوائلي .. رئيس الإدارة الانتخابية من المجلس الأعلى
محسن الموسوي .. عضو المجلس من التيار الصدري
مقداد الشريفي .. عضو المجلس من دولة القانون حزب الدعوة
صفاء الموسوي .. عضو المجلس من دولة القانون مستقلون
كولشان كمال علي .. عضو المجلس من متحدّون
سيروان أحمد رشيد .. عضو المجلس من الاتحاد الوطني
سرور الهيتاوي .. عضو المجلس من الحزب الإسلامي
فأين هي سيطرة نوري المالكي على مجلس المفوضين يا دعبول؟
وقد يقول قائلا إذا كان الأمر كذلك , فما هي دوافع النائب فائق دعبول لاختلاق هذه الأكاذيب ؟ وحتى يعرف الشعب العراقي أمثال فائق دعبول وغيره من الذين يريدون ركوب الموجة , أودّ توضيح التالي .. في انتخابات مجالس المحافظات السابقة التي جرت عام 2013 وقبلها التي جرت عام 2009 , اشترك فائق دعبول في هذه الانتخابات عن النجف مدينته ومسقط رأسه , ولم يحصل على مئتي صوت وفشل فشلا ذريعا في الفوز بمقعد في مجلس المحافظة , ولو كان فائق دعبول قد رشّح للانتخابات النيابية السابقة عن النجف أيضا لما حصل أيضا على مئتي صوت , لسبب بسيط لأنّه أبن النجف والنجفيون يعرفونه حق المعرفة , لكنّه رشّح في بغداد مع التيّار المدني في ظرف سياسي تكالبت فيه القوى السياسية على إزاحة رئيس الوزراء نوري المالكي , فاستثمر فائق دعبول هذا الظرف بحرفية عالية وانطلق للشارع بشعارات العداء لنوري المالكي لتكون برنامجه السياسي مستثمرا قناة البغدادية سيئة الصيت وغيرها من القنوات الفضائية الأخرى التي نصبت راية العداء للمالكي , وقد نجح بذلك ليس بسبب شطارته بل بسبب حجم التكالب على رئيس الوزراء نوري المالكي , أمّا الآن فإن نوري المالكي ليس رئيسا للوزراء والانتخابات على الأبواب ولا بدّ من خطاب ينفذ من خلاله لخداع العراقيين مرة أخرى ويتسلّق على معاناتهم , فكانت مفوضية الانتخابات هي البرنامج الانتخابي الجديد للنائب فائق دعبول , في الختام أقول للنائب فائق دعبول .. والله يا فائق كلنّا نعرف أنّك لست على استعداد لتسفك قطرة واحدة من دمك , وكلنا نعرف أنّك تبيع عنتريات فارغة , وإن كنت يا فائق لا تعرف ماذا يطلق عليك العراقيون , فها أنا أقولها لك .. يسموك ( فائق بوخة ) , واتحداك أن ترشّح في الانتخابات القادمة عن مسقط رأسك النجف.