بغداد- العراق اليوم: مقدمة: العراقيون يصلون لقناعة مفادها أن تجديد الولاية للكاظمي تحمي البلاد وتبعد العنف والاحتراب، و( التفاهم بالسلاح)، وبعضهم كان يفكر ويعتقد بصورة اخرى.. في هذا التحقيق نتعرف على نبض الشارع العراقي، ومزاجه، وتفكيره، ومناطق خوفه، ونقاط اطمئنانه، وماذا يتمنى ويريد.. اليكم ذلك ! كتب المحرر السياسي في " العراق اليوم" : لا شك إننا متفقون تماماً مع التحليل الذي طرحه المفكر العراقي، غالب الشابندر في مقابلة تلفزيونية أجريت معه مؤخراً، حين قال بما معناه أن تولي الكاظمي المهمة جنب العراق مذبحة دامية، وأوقف انزلاق البلاد الى حافات خطرة، ولا يزال - الكاظمي - يدفع عن بلادنا شبح الأحتراب والاقتتال الذي يطل برأسه بين آونة وأخرى، وبمناسبة وبدونها. بالفعل، هذا هو الوصف الدقيق لما يقوم به الرجل منذ أزيد من عام تقريباً، وهو يرى أن " الاحتدام" يبلغ ذروته في كل مرة، فيعمل على سحب الفتيل، واطفاء النار، وإخماد أوار الفتنة، والدفع بحكمة وعقلانية واتزان نحو حوار بناء، وضبط رهيب للأعصاب، وقدرة على عمل " control" في الوقت الصحيح والمناسب والا فإن البلاد تكاد تقفز الى الهاوية بين ثانيةً وأخرى. هذا الرأي طرحناه في استطلاع شعبي، في بغداد، وفي منتدياتها الثقافية والفكرية والشارع العراقي، الذي بدا هذه المرة متفهماً لعمق ومحورية الدور الذي يقوم به الكاظمي منذ توليه المنصب، ويبدو أن " الاشتباك" اللفظي على الأقل لحد الان بين الاطراف المتنازعة قد أوصل الناس لهذه القناعة. يقول عمار محمد، وهو تربوي، لـ (العراق اليوم): "بت الان على قناعة تامة، أن الرجل يستطيع كبح جماح دعاة الحرب والاقتتال، وهو مناسب جداً، فقد أظهر لا دمويته مرات عديدة، وفي تجارب وامتحانات عدة، كما تمتع بخصلة افتقدها أغلب الحكام الذين عاصرناهم، وهو الميل للحوار والتهدئة، وتبسيط الأمور بدلاً من تعقيدها وأخذ البلاد لرغبات الحاكم". ويضيف" نعم، اعرف الكثير من الاصدقاء والاقارب كان لهم رأي مخالف في الكاظمي، لكنهم غيروا رأيهم بعد أن رأوا بأم عينهم كم يملك الرجل سعةً في الصبر وعمقاً في التأني الايجابي، وحلماً يفضي الى تجاوز المحن بسلام وهدوء، كما تأكدوا بأنفسهم كيف ان النزاع بين الأخوة قد يتطور الى حرب اهلية داخلية. لذا أيقنوا ان الرجل حفظ العراق من الدخول في دوامة العنف التي لن تنتهي ان بدأت لا سمح الله". وفي مكان آخر تحدث الطالبة الجامعية زهراء جعفر، أن " الأمور تتعقد ساعة بعد أخرى، وبتنا اكثر خوفاً من ان يؤدي الصراع على السلطة الى اقتتال وفتنة كبيرة، لذلك اعتقد ان بقاء الكاظمي بهذه الوسطية وهذا الاعتدال والقبول من الجميع، هو ضمانة لعدم الذهاب الى تلك السيناريوهات الخطرة". وتضيف جعفر لـ ( العراق اليوم)، " ونعرف تماماً ان المستقبل مرهون بما نقدم عليه الان، فنحن كشباب وجيل واعِ، يجب ان نأخذ بزمام الأمور، وأن نوقف الصراع الحزبي المرير والمفجع، وأن ندع المسار الديمقراطي يأخذ دوره في رسم مستقبلنا، فالكاظمي وكما نراه خلال فترة ولايته يميل لشريحة الشباب ويمنحهم أولوية في برنامجه الحكومي". فيما يرى المتقاعد حسين جابر، أن" أهمية الكاظمي ووجوده بهذا الموقع، تتلخص في أن بديله مشكلة، وفوضى عارمة، خصوصاً ان الأطراف الشيعية تمتلك كلها اجنحة وفصائل مسلحة، وقد تضطر الى حوار من نوع أخر، حيث صواريخ الكاتيوشا، والمسيرات وغيرها من ادوات العنف والحرب، وهذا سيغرق العراق في بحر من الدماء، فلماذا لا ندفع بأن يستمر رجل نزيه، معتدل، مقبول من الجميع، ويثق به الخارج، ولا يريد أيضاً ان يتحول العراق الى ساحة صراع وتصفية حسابات خارجية". واضاف ان " الرجل اظهر والشهادة لله نزوعاً نحو استقلال القرار الوطني، ودفع بكل قوة ليعيد العراق الى الحاضنة الدولية، ونجح فلماذا نفرط بتجربة ناضجة، وواعدة لصالح خيارات مظلمة". اخرون شملهم الاستطلاع أكدوا لنا انهم "كانوا في البداية متخوفين من قدرة الكاظمي بمفرده دون حزب او جماعة او ارتباط خارجي في ان يفعل شيئاً يذكر، لكن الايام اثبتت انه رجل لديه مشروع الدولة ويعمل عليه بقوة، وإن منحه فرصة اخرى سيمهد لانتقال العراق من عهد الى عهد اخر ". واضافوا ان " الكاظمي سيكون مفتتحاً جديداً لجمهورية ثالثة، بعد جمهورية عبد الكريم، وجمهورية ما بعد ٢٠٠٣ ، وجمهورية ما بعد ٢٠١٩". فيما قال عبد العزيز العمري، وهو رجل دين، ان " الكاظمي جمد الخطاب الطائفي منذ عامين تقريباً، واوقف مأساة التفرقة والتقسيمات، وللحق فإن فترة حكمه اتسمت بالروح الوطنية، واصبح الرجل علامة دالة على الشخصية السياسية الملتزمة بالوطن فعلا وقولاً". واكد ان " الحكم معرض للقصور والمشاكل، لكن هذا لا يلغي قدرة الرجل في حماية بلادنا من شرور كثيرة جداً، وقد نجح لذا ندعم بقاءه بالمنصب". فيما تحدث تحسين الساعدي، وهو ناشط حقوقي، عن اهمية اقتناع كل الاطراف السياسية الشيعية على وجه الخصوص بأن التفاهم في المنطقة المشتركة بينهم هو نقطة الخلاص من سياسة لي الاذرع، ونعتقد ان الكاظمي هو الرجل المناسب لتجنيب البلاد مخاطر التدافع بين " الصدريين" والاطاريين وبما يمثله كل منهما من مشروع وامتدادات على الارض، وعليهم ان يتعقلوا ولا يتركوا الامور تذهب من أيديهم الى المجهول".
*
اضافة التعليق