متظاهرو الخضراء .. لغة متردية وشعارات هابطة وهتافات لا تليق بفرسان الحشد الميامين

بغداد- العراق اليوم:

الكل يعلم والعالم يعرف ان المتظاهرين الذين يقفون الان على بوابات المنطقة الخضراء، هم من ابناء الحشد الذين اجبر الكثير منهم على القدوم والاعتصام في هذا المكان، في قضية معروفة ولاغراض معروفة أيضاً،   والكل يعلم ان توظيف هذه المجموعات جاء بفعل الضغط الوظيفي على هولاء الشباب المساكين، ولربما التلويح لهم بالفصل او الاقصاء ان لم يعتصموا ويعبروا عن موقف معين.

مع ذلك فإننا نسمع ونشاهد للاسف الشديد ثمة عبارات وهتافات تنطلق من هولاء المتظاهرين، لا تليق بفرسان الحشد الشعبي ومجاهديه الابطال، ولا تليق باخلاق الرجال الذين يدعون الولاء والانتماء الى مدرسة الامام علي والحسين وابي ذر الغفاري وعمار بن ياسر، ولا تليق بتضحيات الحشد الشعبي الذي دفع نهرا من الدماء الزكية في سبيل تحرير العراق وأرضه من الدواعش وعتاة الارهابيين.

فهل يعقل ان يهبط الهتاف ولغة الاحتجاج الى لغة هي أبعد حتى من لغة الشارع التي يأنف اي مواطن صالح ان يتحدث بها، فكيف ان كان سياسياً يحمل مطالب سياسية؟، او ثورياً يحمل أهدافاً ثورية مقدسة كما يدعي

ان المرء ليحار في تصنيف هذا النوع من الخطاب، فهل يمكن لشخص يحمل هماً سياسياً ان يتصرف بهذه الطريقة ويطلق مثل هذه الشعارات الهابطة،  وبلغة خارجة عن سياقات التظاهرات المطلبية، واا اعرف كيف تسمح له أخلاقه الثورية ان كان ثورياً ان يلجأ الى كلام جارح وخارج عن لغة الاحتجاج المعروفة، مهما كانت الجهة التي يقف ضدها والمطالب التي يحملها.

الكل يقول ان الحشديبن يتظاهرون الان ويطالبون بما يرونه حقا مضاعاً، فهل يعقل ان من ضرب اروع امثلة البطولة والتضحية والفداء في معارك تلعفر وامرلي وبيحي والفلوجة وجرف الصخر وغيرها من المدن المحررة بتلك السواعد السمراء القوية،  ان يصل الى هذا المستوى المنحدر والمتدني من الخطاب الفقير لابجديات الثقافة الاعتراضية المألوفة.

لسنا ضد التظاهر كمبدأ عام، ولا نتطير من هذه الممارسة المكفولة للجميع، بل نعتقد انها جزء اصيل من حق اي مواطن عراقي، لكن من حقنا ان نستاء جداً حين نسمع مثل هذه الخطابات و (الهوسات) التي تفتقر لابسط اللياقات الادبية تنطلق من هذه التجمعات المحتجة والمحسوبة على كيان نعتز به وبتاريخه المجيد.

لذا فهي دعوة صادقة وصريحة تنطلق من كل عراقي شريف وحريص على سمعة الحشد الشعبي ورجالاته الى ان يتم تهذيب هذه الشعارات، وان يفرز من يقومون بمثل هذه الافعال المسيئة للحشد قبل غيره، فلا احد يقبل ان يقال ان هذه هي اخلاق ابناء الحشد الشعبي، معاذ الله، فالمعروف عنهم السلوك الحسن والفضائل التي سجلوها في ساحات المواجهة ضد داعش، ومع اننا نسجل تحفظنا المبدئي أيضاً على الزج بمثل هذه المؤسسة بعنوانها الوطني الناصع في هذا المعترك الذي يشغلها عن مهامها الوطنية.

ونربئ بهذه المؤسسة عن ان تكون منطلقاً للبذاءات والسباب واللغة الشوارعية، فنحن جزء لا يتجزأ من هذا التشكيل، ونملك فيه جزءاً أيضاً، كوننا قاتلنا ودافعنا كل من موقعه عن الحشد، وسنظل كذلك فنحن محبو الحشد ونرفع رايته ما   دام مع الدولة ومؤسساتها وما دام يدافع عن العراق ككل.

نأمل ان تصل الرسالة وان تتم مراجعة نقدية صارمة لكل الشعارات والهتافات والسلوكيات الهابطة وان تتحول الى لغة منضبطة ومسؤولة لا مثل ما نسمع ونرى ونتألم أيضاً من هذه الاساءات للحشد قبل اي جهة أخرى يستهدفها هولاء، ونفس الشيء يحدث مع التغريدات المخجلة والبوستات التي يكتبها من يعرف بإنتمائه للحشد، بل ومن قيادات فصائل الحشد أيضاً، بحيث يجعلنا بعضها لا نكفر بالحشد فحسب، آنما نكفر بالدنيا كلها.

ختاما يا أيها المحتجون الان في بوابة المنطقة الخضراء، وكذلك الذين يغردون بإسم الحشد وفصائل الحشد الشعبي: رجاء آحترموا دماء الابطال الخالدين من  فرسان الحشد وهذبوا هتافاتكم وخطاباتكم، فكل شيء مسجل، وستخجلون يوماً حين تقفون أمام أبنائكم بهذا الخطاب المخجل والمعيب.

علق هنا