بغداد- العراق اليوم: منذ اعوام وعلاوي يغرد خارج السرب، يتناقض حد الاضحاك، ويتوارد مع غيره حد النسخ، يعطي الرأي ونقيضه قي آن واحد، ولا يعرف ولا يعي ما يقول أيضاً، لا يريد الرجل ان يعترف انه في زمن الشيخوخة السياسية، وان أوانه انتهى، ولم يعد كما كان قبل عقود، ولا يسمع لناصحيه ومن يحتفظ له بشيء من الود والتقدير، لاخذ راحته بعيداً عن اجواء السياسة والإعلام الصاخب، وان يلتزم الصمت حفاظاً على ما تبقى له من رصيد. علاوي او (والله ما ادري) كما يسميه العراقيون، بات يطرح افكاراً اكثر من غريبة ومتناقضة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن الديمقراطية والدولة والانتخابات وضرورة احترام إرادة الشعب العراقي، نراه في ذات اللقاء يعود ليطالب بعقد مؤتمر للخاسرين، ويطالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بتعويض الخاسرين بمقاعد ! بطبيعة الحال فإن مثل هذا المطلب يصيب المرء بنوبة ضحك متواصلة، ويجعله يتساءل عن اي نوع من الهراء السياسي والاسفاف الذي بلغناه للأسف الشديد. ان مطالب علاوي هذه نسف تام لكل العملية الانتخابية ومصادرة لارادة الناس، وتعني فيما تعنيه العبثية السياسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وتعني افراغ العملية الانتخابية من مضمونها وتحويل المجلس النيابي الى نادٍ مغلق على نخبة معينة، لا احد يفقد عضويته فيه حتى لو طلب الشارع ذلك. حقا لاندري كيف يفكر السيد علاوي، ومن اي خيال يستورد هذه الشطحات التي تستحق التوقف عندها، لا لأنها فريدة من نوعها، او فيها عبقرية سياسية، انما لما تثيره من شهية الاضحاك المفراط والاستغراب الشامل.
*
اضافة التعليق