مرجعية النجف تفوّض القوى الشيعية مهمة تشكيل الحكومة، وتلمح : (لا ولاية فقيه) في العراق!

بغداد- العراق اليوم:

بإصدارها البيان الواضح، تكون مرجعية النجف الأشرف، قد قطعت التأويلات عن دور لها في جمع بعض القوى الشيعية، أو قيادة مبادرة لمفاوضات سرية تجري برعايتها لغرض بلورة ما يُسمى بالبيت الشيعي مجدداً، وتكون المرجعية بذلك ايضاً مضت بأتجاه التأكيد الثابت وغير الخاضع للتبدلات، وهو التزامها الحياد الايجابي من كل مخرجات العملية الانتخابية، واحترامها لإرادة الناس، وقرارهم، وصونها لحرية اختيارهم، وأيضاً النأي بالنفس عن ان تكون طرفاً مع جهة دون أخرى، أو الأندفاع باتجاه فئة دون فئة ثانية، مما يناقض دعواها المستمرة، بأبويتها للجميع، ووقوفها بمسافة واحدة منهم.

اليوم، تمضي المرجعية الى القول ان الجميع مطالب باحترام مخرجات العملية الديمقراطية، حتى هي، أن لم تكن الاولى من حيث الألتزام بهذا المبدأ، وايضاً هي دعوة واضحة للقوى الشيعية برمتها، الى فهم المعادلة، وعدم الأصرار على توظيف قداسة المرجعية ومكانتها الروحية في صراع سياسي معروف النوايا، وينتهي بتوافقات كانت تحدث، أو تشظيات يدفع الشارع ثمنها، فلماذا الدفع بالمرجعية الى الواجهة بهذه الطريقة الفجة.

ثم ان بيان المرجعية الدينية أكد ايضاً موقفها الثابت من الحكم في العراق، ودعمها بشكل واضح لنظام حكم وطني مدني، يستمد شرعيته ومشروعيته من ارادة الناس، ويخرج الحاكم من رحم الشعب، لا ان تفرضه جهة ما، أو تحاول مصادرة حرية الامة في نقد هذا الحاكم وتقويمه أو الاعتراض عليه، بدعوى انه ممثل المرجعية، أو خيارها.

بمعنى اوضح، ان بيان المرجعية الدينية في النجف الذي صدر أمس الثلاثاء، قال لا مجال فيه للشك، ان المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ومن يتبعه من مدرسة لا تؤمن بالحكم الثيوقراطي الديني المغلق، ولا تؤمن بإطلاق حكم الفقيه على الأمة، بل ان الأمة سيدة نفسها، ولها خيارها في شؤونها الدنيوية ورعاية مصالحها.

ونعتقد ان رسالة المرجعية قد وصلت،  واستفادت منها القوى الشيعية، لتغادر هذه القوى عقلية استغفال الناس، واللعب على وتر المشاعر الدينية، وبالتالي الاساءة الى المقدس في لعبة سياسية تستخدم فيها كل الاساليب المشروعة ولربما غير المشروعة كما هو حال السياسة دائماً وأبداً.

علق هنا