الكاظمي يكشف عن أسباب عدم مشاركته في الإنتخابات .. والمالكي يسعى لتطويق الصدر بـ'الكتلة الأكبر" !

بغداد- العراق اليوم:

نقطتان مهمتان نود طرحهما هنا، ونحن بطبيعة الحال لا نبتغي عقد أية مقارنة بين ما فعله الكاظمي، حين رفض  الترشيح والمشاركة في الانتخابات النيابية المبكرة، وبين تنافس الزعماء السياسيين الشديد على الفوز بمقاعد النواب، ومن ثم الهيمنة على إدارة الدولة برمتها.. إذ وللحق، فإن ما بين (زهد) الكاظمي، ورفضه الترشيح للانتخبات، فضلاً عن سحب (كتلته القوية) من العملية الانتخابية، وبين شراهة (الآخرين)، المستقتلين على الفوز بالكعكة، مساحة، ومسافة كبيرة جداً، وسنأتي على هذه النقطة بالتفصيل!

أما النقطة الثانية، فهي معضلة الكتلة الأحق في تشكيلة الحكومة، والتي تسمى بالكتلة الاكبر، وهل هي التي تشكلت قبل الانتخابات أم التي ستشكل بعدها .. وهذه أيضاً سنأتي عليها  لاحقاً ..

أزمة لكنها ليست جديدة

الكثير يسأل: هل يمضي العراق نحو أزمة سياسية جديدة في ضوء نتائج انتخابات يوم ‏الأحد، بعد ان أعلن (ائتلاف دولة القانون) بزعامة نوري المالكي، أنه يجري اتصالات ‏مع قوى عديدة من أجل تشكيل «الكتلة الأكبر» في البرلمان المقبل، ما يعني عمليا ‏تطويق التيار الصدري الذي حقق فوزا واضحا على منافسيه لجهة عدد نوابه ‏ويفترض أن توكل إليه، بالتالي، مهمة اختيار رئيس الوزراء المقبل‎.‎

جاء ذلك في وقت بدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عمليات العد والفرز ‏اليدوي لـ 140 محطة في الكرخ والرصافة ببغداد لم يكن قد جرى عدها وفرزها ‏إلكترونيا‎.‎

وكانت النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، أظهرت تقدما كبيرا لتيار ‏السيد مقتدى الصدر، يليه (ائتلاف دولة القانون) على الجبهة الشيعية، مقابل ‏تراجع كبير للقوى الولائية، وفي مقدمتها كتلة تحالف الفتح بزعامة هادي ‏العامري‎.‎

وتصاعدت المخاوف من صدام شيعي - شيعي،

ففيما يرى «الصدريون» أن ‏‏«الكتلة الأكبر» هي الفائزة بأعلى الأصوات، فإن خصمهم (ائتلاف دولة القانون)يرى أن «الكتلة الأكبر» هي التي ستتشكل داخل مجلس النواب من كتل وقوائم ‏مختلفة‎.‎

ويطرح سياسيون عراقيون سيناريو التحالف بين الصدر وخصومه لتشكيل الكتلة ‏الأكبر، وترشيح رئيس وزراء توافقي، لتفادي حرب أهلية‎.‎

في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة، على لسان جينيفر غافيتو، نائبة مساعد ‏وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق وإيران، وقوفها بقوة مع الحكومة المنتخبة ‏الجديدة في العراق في مهمة حصر السلاح بيد الدولة.‏

الكاظمي يكشف أسباب عدم مشاركته بالانتخابات

كشف الكاظمي خلال جلسة مجلس الوزراء امس الخميس (14تشرين الاول 2021) عن اسباب عدم مشاركته في الانتخابات قائلاً: "لم نشارك في الانتخابات؛ لنعطي لها نزاهة ومصداقية وثقة، ونبعدها ‏عن أي ضغط سياسي محتمل".

وبين الكاظمي ايضاً ان "الانتخابات تشكل صلب ‏العملية الديمقراطية وروحها، وقد أثبت الشعب العراقي بتفاعله مع العرس الانتخابي ‏أنه شعب حريص على مستقبله، ويرفض العودة إلى الوراء، إلى زمن الديكتاتورية ‏والرأي الواحد، ويسعى إلى بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة‎".‎

وتابع، انه "علينا كشعب وقوى سياسية وحكومة أن نتكاتف ونتعاون، ونترجم ‏الانتخابات ونتائجها بصورة عملية، بعيدا عن الوعود والشعارات، بل بالعمل ‏الجاد؛ لتصحيح الأخطاء بالتعلم من تجاربنا والتخطيط لمستقبل يليق بشعب له ‏بصمته في تأريخ الإنسانية، وعلينا أن نتمسك بقيمنا وأخلاقنا، وعلينا أن نتمسك ‏بمنطق الدولة وسيادتها، ونتعاون في تعزيز حضورها، فلا بديل عن منطق الدولة ‏ذات السيادة التي تؤمّن مصالح شعبها".‏

علق هنا