بغداد- العراق اليوم: وضعت الحملات الانتخابية الحذرة، أوزارها في الناصرية، ودخل الجميع في صمت انتخابي استعداداً لموقعة الغد الفاصلة، ولم يبق شارع او زقاق في الناصرية وضواحيها ومدنها مكان الا وكانت الدعاية الانتخابية قد طالته، بعد أن حمى وطيسها في الاسبوعين الأخيرين، وبات حديث الانتخابات يشغل الناس في الباصات والمقاهي والدوائر الحكومية، وباتت بورصة التوقعات تتغير، فتنخفض وترتفع خلال الساعة الواحدة وليس خلال اليوم الواحد، واصبح الكل يدلي بقوله ورأيه، وهو يحاول ان يضع خيارات تتلائم مع مزاجه السياسي، والديني ايضاً. في الناصرية التي يتنافس على دوائرها الخمس، قرابة الـ 126 مرشحاً، بدا ان الوضع يسير نحو معركة انتخابية غير مسبوقة، في ظل انقسام اجتماعي ملحوظ، وظهور اجيال شابة متمردة تريد قلب اعراف العملية السياسية رأساً على عقب. في هذا الاتجاه، يقول محمد علي وهو شاب أشترك في حراك تشرين الاحتجاجي، أن " العملية الانتخابية حماسية للغاية، وخصوصاً في جانب الخيارات المتاحة امامنا، فالقوى التقليدية عادت لتدفع مرشحيها مجدداً، لكننا نريد ان نرى تغييراً في الوجوه والمناهج والسياسات". وعن خياره الانتخابي، أكد انه "عازم على انتخاب لائحة تشرينية تشكلت في الناصرية يقودها صيدلاني مشهور يدعى علاء الركابي، وهي تكافح لأجل حصد بعض مقاعد مجلس النواب". فيما تبدو الكتلة الصدرية التي شكلها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بموقع مريح جداً خصوصاً في جنوب الناصرية وبعض الاقضية ذات الزخم الريفي، يقول أحد مشرفي حملة الكتلة الصدرية، تعليقاً على حظوظهم، انهم في انتخابات 2018 تمكنوا من الحصول على 6 مقاعد مع الحزب الشيوعي العراقي، لكنهم في هذه الانتخابات دفعوا بعشرة مرشحين ويأملون ان يحققوا من خلالهم ثمانية من اصل تسعة عشر مقعداً خصص للمحافظة. فيما يقول مراقب من المدينة، أن "التنافس واضح بين الكتلة الصدرية وحركة امتداد التشرينية وايضا تحالف قوى الدولة اضافة الى ائتلاف دولة القانون، فيما يبدو تحالف الفتح الأضعف من حيث المرشحين في مختلف الدوائر. ورأت مصادر مطلعة، أن " نسبة الاشتراك في التصويت الخاص التي بلغت حوالي 72%، تعكس رغبة شعبية واسعة للاشتراك، وقد تصل نسبة المشاركة الى 60% أو أكثر من ذلك اذا ما جرت الأمور على ما يرام ولم تسجل أي حوادث او تصعيد او عنف". الى ذلك اصدرت رابطة عوائل شهداء تشرين، بياناً يوم الجمعة، نفت فيه دعوتها الى مقاطعة الانتخابات، مؤكدةً انها مع خيار الانتخابات بشكل قاطع، وتدعو لاستثماره لتحقيق الحراك اهدافه بازاحة قوى الفساد والنهب، واعادة الدولة وبنائها مجدداً، وان الاصوات النشاز التي تدعي انها تمثل الشهداء وتدعو لعرقلة الانتخابات لا تمثل هذه العوائل ولا الرابطة ويجب ان تمنع من التحدث بأسم هذه الشريحة.
*
اضافة التعليق