بغداد- العراق اليوم:
تسعى الحكومة المركزية في العراق إلى حسم الخلافات مع قوات التحالف الدولي، حول تكثيف الضربات الجوية على تجمعات داعش في الساحل الأيمن من الموصل لبدء العمليات العسكرية المرتقبة.
فأوامر انطلاق المعارك في الساحل الأيمن لا تزال تراوح مكانها، بسبب مخاوف دولية وتحذيرات أممية من وقوع كارثة إنسانية وقودها الأهالي، حيث أبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، لما يتراوح بين 750 و800 ألف شخص من المدنيين العراقيين في المناطق التي مازالت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش غرب الموصل.
وبحسب ما نقله المتحدثُ باسم الأمين العام للأمم المتحدة Stephane Dujarric فإن الأوضاع في غرب الموصل آخذة بالتدهور، مشيراً إلى أن التقييمات التي تشرف عليها الأممُ المتحدة تشير إلى نقص في المواد الغذائية والغاز المستخدم لأغراض التدفئة والطبخ والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى عدم توفر حليب الأطفال.
وتزامنت تلك المخاوف مع تحذيرات أمنية من تحصين داعش لدفاعاته في المناطق الممتدة على نهر دجلة في الضفة الأخرى وتجنيده عدداً من النساء كانتحاريات يهاجمن القوات العراقية، حال انهيار تلك الدفاعات.
وحسب محللين عسكريين فقد تباينت الأنباء خلف الكواليس، حول عدم التوصل لاتفاق بين بغداد وواشنطن بشأن تكثيف الضربات الجوية على الأحياء داخل الساحل الأيسر لتسريع وتيرة المعارك، حيث يوجه التحالف الدولي غاراته ضد تجمعات داعش في المناطق المحيطة، ولا يستهدفها داخل المدينة تفادياً لسقوط ضحايا مدنيين.
وتؤكد واشنطن أن دور التحالف ينقسم بين توفير مظلة جوية ودعم لوجستي، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية متبادلة حول تحركات التنظيم وما يملك من أسلحة وانتحاريين.
فيما تتحدث بغداد عن تجهيز خطط عسكرية للحفاظ على المدنيين وتوفير ممرات آمنة للراغبين منهم في النزوح إلى زمار والموصل.
ويرى مراقبون أن المعركة ربما ستنطلق مطلع الشهر القادم رغم استعداد القوات العراقية لها وقد تستغرق بضعة أشهر، بسبب كثافة السكان وتداخل الأحياء القديمة.