العراق يسعى لإيقاف المحرقة اليومية لملايين الدولارات .. فهل سينجح؟

بغداد- العراق اليوم:

تجري الاعمال في ثلاثة مشاريع استثمارية في العراق على إيقاف حرق اكثر من ألف مليون قدم مكعب قياسي (مقمق) يومياً، في الوقت الذي تصل كميات مايحرقه العراق من الغاز المصاحب قرابة 1300 (مقمق)، وفيما اذا استكملت هذه المشاريع، فأن كمية مايحتاجه العراق من الغاز الايراني ستنخفض 64%، ولن يكون محتاجاً سوى إلى 36% من الكمية التي يستوردها من ايران.

وقد أعلن مصدر مخوُل في وزارة النفط، في تصريحات صحفية، إن "احد الملفات المهمة التي تعمل عليها وزارة النفط هو استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وإيقاف حرق الغاز وتحويله الى طاقة مفيدة ترفد محطات الطاقة الكهربائية".

وبين أن "احد المشاريع التي عملت عليها الوزارة منذ سنوات هو مشروع (بيكر هيوز)، بطاقة 200 مليون قدم مكعب قياسي باليوم واستثماره من حقلين في محافظة ذي قار هما (حقل الناصرية) و(الغراف)، وهذا سيوقف عمليات حرق الغاز وينظف البيئة وخصوصاً في المحافظة، ويمد محطات الطاقة الكهربائية بالإضافة الى توفير الغاز السائل والكبريت وغيرها من الفوائد المتعلقة بتطوير هذه المشاريع".

ويضيف المصدر أن "وزارة النفط في الآونة الأخيرة فعلت الكثير من الاتفاقات والعقود بهذا الاتجاه منها مجموعة مشاريع مع (توتال الفرنسية) التي ستضيف (600) مليون قدم مكعب قياسي من الاستثمار في عدد من الحقول في محافظة البصرة، وأيضا في محافظة ميسان"، لافتا الى أنه "تم الاتفاق مع احدى الشركات الصينية الحكومية على استثمار الغاز وتوفير 300 مليون قدم مكعب قياسي باليوم".

ويتضح من هذا التصريح، أن مجموع كميات الغاز التي يعمل العراق على إيقاف حرقها، تبلغ 1100 مقمق يومياً، عبر مشاريع بيكر هيوز، وتوتال الفرنسية، واحدى الشركات الصينية.

وتبلغ هذه الكميات قرابة 84% من مجموع مايحرقه العراق من الغاز، والذي يبلغ 1300 مقمق يوميًا.

بالمقابل، فأن حاجة العراق من الغاز الايراني اليومي تبلغ 1700 مقمق، لذا فأن ما يعمل العراق على ايقاف حرقه من خلال المشاريع الثلاثة، والتي تقدر بـ1100 مقمق، تمثل 64% ما يستورده العراق من الغاز الايراني يوميًا، مايعني أن العراق لن يحتاج من ايران سوى 600 مقمق أو 16 مليون متر مكعب يوميًا، لحين توقيع المزيد من العقود لاستثمار الغاز المصاحب.

ويوضح المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد أن "تلك الخطط جميعها تأتي من اجل إيقاف حرق الغاز وتحويلها الى طاقة مفيدة ترفد محطات الطاقة الكهربائية ودعم الاقتصاد الوطني العراقي وتوفير فرص العمل وغير ذلك".

وأشار إلى أن "استثمار الغاز يرتبط بزيادة الإنتاج النفطي ولكن المهم التعاقد مع شركات عالمية في ظل وجود التحديات الصحية التي تواجه الاقتصاد العالمي عموما"، لافتا الى أن "تواجد هذه الشركات هو رسالة على أن العراق بيئة استثمارية جاذبة للشركات العالمية".

علق هنا