بغداد- العراق اليوم:
كتب الجنرال العراقي المتقاعد وفيق السامرائي تحليلاً للموقف في المنطقة في حال حدوث صدام بين إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والجمهورية الاسلامية في أيران، وموقف العراق من هذه المواجهة، والمضاعفات التي قد تواجهها المنطقة، مشيراً الى ان قطر والسعودية واسرائيل في خندق واحد الآن لتحريض ودفع ادارة الرئيس ترامب لخوض مثل هذه الحرب الكارثية ".
وقال السامرائي ان " القصة تتطلب سردا لتقدير موقف استخبارات وعمليات على المستوى الاستراتيجي. لكننا سنختصرها بايجاز شديد.
واضاف " من سنين وإسرائيل تلوح وتهدد بتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية وما يمنعها ليس اعتراض أميركي كما يرى البعض، ولا خشية رد الفعل الصاروخي الإيراني، لأن ردا كهذا لن يعبر خطوطا حمراء قد يتعدى تجاوزها ردودا غير تقليدية. بل للشك في القدرة على احداث النسبة المتوخاة من التدمير. وعلى الرغم من أن معظم المنشآت النووية الإيرانية باتت مكشوفة بسبب التعاون والاتفاق النووي، فإن تحصيناتها تفوق قدرة التدمير لضربة يراد لها أن تكون مباغتة ومحدودة، مع عدم استبعاد وجود أهداف غير معلومة، وفي الحالتين تصاب إسرائيل بنوبة فشل تضعف الصورة القتالية التي رسمت لها أمام ضعف العرب الذي كشفت عنه أكذوبة الدعم الخليجي للدول التي كانت تسمى دول الطوق/المجابهة. لذلك، فالتهديد الإسرائيلي المنفرد لا يرقى الى مستوى التأثير.
وبين ان " التحالف السعودي القطري لا يمتلك قدرة التفاعل خارج نطاق التشجيع والتحريض وتقديم التسهيلات والدعم المالي، وقد فتحت الرياض أبواب خزائنها أمام ترامب لتفادي تطبيق نهجه الانتخابي ضدها.
واشار الى ان " ترامب في حيرة من اضطراب مواقفه، فزعامة العالم لا تتم من خلال تعليقات لا تبنى على تقدير استخبارات دقيقة ومتفاعلة، وهو لم يتمكن من مد جسور ثقة مع هذه المؤسسات، فضلا عن مواجهته لرفض قانوني غير مسبوق عالميا وشبه تمرد في الخارجية، والدفاع حائرة.
وبين ان " المجابهة الشعبية والإعلامية والقانونية الداخلية التي واجهت ترامب تمثل عملية لي ذراع لن يكون سهلا تخطيها بنقل الأزمة إلى حرب خارجية لن تكون نزهة ولا سهلة.
وعن انعكاسات مثل هذه المواجهة على دول المنطقة اشار الى ان " انعكاسات حرب مع إيران ستكون خطيرة على الخليجيين، لأن الناس ليسوا مستعدين لتحمل ضربات صاروخية بأي مستوى كان رغم الدفاع ضد الصواريخ، والحقيقة التي يجب حسابها هي أن الساحة العراقية لن تكون محايدة خصوصا في البادية الجنوبية الغربية، بصرف النظر عن موقف الحكومة في بغداد. وبمعنى آخر، فإن حربا بين أميركا وإيران ستترك أثرا سلبيا على العلاقة الأميركية العراقية، فبغداد الحكومة ليست هي كل شيء.
وعن اسواق النفط العالمية في حال حدوث مثل هذه المواجهة قال " حرب أميركية مع إيران ستؤثر على امدادات النفط جدا، وستؤدي الى اضطراب في سوق المال وأزمة كبيرة.
حرب مفتوحة على إيران بهدف تهديد وحدة الدولة كما تتمنى دول خليجية تقود إلى مضاعفات خطيرة على أمن العالم من نزوح وهجرة بما في ذلك من غرب الخليج وإرهاب، لذلك، فالوهم السعودي محسوبة أبعاده الخطيرة أوروبيا.
مستبعداً حدوث حرب مباشرة في المنظور القريب، لافتاً الى ان المواجهة سيكون الغرض منها المحاولة بتحجيم إيران واحتوائها.
وختم السامرائي " تبقى السعودية وقطر..، في حاجة مستمرة لحماية خارجية، ومن دون هذه الحماية لا فرصة لغير انهيارهما.
ت | ح .ق