بغداد- العراق اليوم: حول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، ما يخطط له منذ امد الى واقع، واندفع بأتجاه جذب اهتمام دولي وعربي واسع نحو بغداد، بعد ان كانت تتصدر انباء الحرب والانفجارات والتفخيخ، والتداعيات الامنية، عناوين الاخبار في وسائل الإعلام المختلفة، ها هو يقدم بغداد بوصفها حاضنة لحوار دولي عابر للجغرافيا، وهو ينجح في جمع الاقطاب المتنافرة على طاولة واحدة، وها هي بغداد تتحول الى ذات بعد ان كانت موضوعاً يتناوله الاخرون في حواراتهم. هذا الجهد الدبلوماسي الناجح ما كان له ان بكون لو لا رغبة الرجل في تقديم بلده كحليف ستراتيجي لمحور صناعة السلم والأمن والاستقرار الدولي، ورغبته في نقل بلاده من كونها بؤرة شديدة التركيز للتوترات، وساحة مفضلة للصراعات، وحلبة للمنافسة منذ عقود، الى كونها جزءاً فاعلاً من اجزاء القرار العالمي فيما يتعلق بتصفير الازمات والانتقال الى عالم جديد. لعل الجانب المحلي في قمة بغداد التي ستعقد السبت سيطغى وسيحتل القسم الكبير من اجندة المشاركين فيها، لكنها ستكون مهمة لكل العالم، سواء ذلك الجديد او القديم في مرحلة ما بعد الوباء الكوني الذي يراه المراقبون بأنه قد يشكل بانتهائه عاملاً لاندلاع صراعات لا تنتهي قوامها السياسة والاقتصاد. ينجح الكاظمي اذن في تقديم العراق بخطاب اخر، بدلاً من ذلك البلد الذي كان مدمناً على اشعال الحروب وافتعال الازمات، فالعراق سجل اسمه في سجلات القرن العشرين بكونه خاض اكبر واطول حربين مدمرتين، وتسبب بأشعال ازمات وحرائق لا تزال مفاعيلها تؤثر لغاية الان. الكاظمي حين يتحدث عن رؤية الشجعان في تجنب الحروب، ويقول بوضوح لجمع الكتاب والصحافيين الذين توافدوا على بغداد، فأنه يعني ما يقوله، فقرار الحرب يتخذه الجبناء ولا يدفعون في العادة فاتورته الباهظة، فمثلاً المجرم هتلر الذي أشعل حربا عالمية قتلت ازيد من خمسين مليون مواطن حول العالم، منهم قرابة ٢٢ مليون إنسان من شعوب الاتحاد السوفيتي السابق وحدها، لم تنته حربه الا بعالم رمادي مثخن بالجراح والآلام، وهرب في النهاية وقيل انتحر!. كذلك فعلها الدكتاتور الجبان صدام الذي اشعل حربي الخليج الأولى والثانية، وانتهت بكارثة للعراق ولكل من الكويت وايران ولكل دول المنطقة، والنتيجة هرب الى جحر يأنف الفأر ان يسكن فيه!. هذه التجارب لم يجنِ منها العراق شيئاً، ولم تضيف له العنتريات شارعا، فيما قاد رجل بسيط كالشيخ زايد آل نهيان دولة الإمارات العربية المتحدة الى مصاف الدول المتقدمة واصبحت أمارات دبي وأبو ظبي مركزا تجاريا دوليا ينظر لها بأعجاب، بعد أن كانت مجرد مشايخ وخيم مرمية في لهيب الصحراء! فأين الشجاعة من كلا التجربتين يا ترى؟.
*
اضافة التعليق