بغداد- العراق اليوم: فجرت زيارة رئيس الوزراء الاسبق، ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي الاخيرة الى اربيل الجدل مجدداً حول جدية العلاقة من عدمها، خصوصاً مع تزايد الحديث في الاشهر الاخيرة عن وجود تحالف مرتقب بين الصدر والبرزاني، مما اضفى على الزيارة ظلالاً كثيفة من الشك حول رغبة شيعية منافسة لكسب ود البرزاني بما يمثله من ثقل سياسي في صناعة القرار السياسي، وقدرته على ان يكون دافعاً بمرشح القوى السياسية الشيعية نحو دفة الحكم، سيما مع تفرق الكتل السياسية الشيعية وتوزع ولاءاتها وتشتتها وعدم وجود ناظم لشكل العلاقة بينها. فالزيارة التي قام بها المالكي للأقليم، يقرأها المراقبون على انها خطوة استباقية لقطع الطريق على ولادة اي تحالف مشترك مع اي من القوى الشيعية المنافسة له (الحكمة - التيار الصدري) حيث يريد المالكي استغلال اي فراغ سيخلفه انسحاب الصدريين، ليطرح نفسه بوصفه منافساً قوياً على السلطة من جديد. واذا كانت القوى الكردية هي جزء من صفقة ابعاد المالكي عن رئاسة الوزراء في ٢٠١٤، فما المانع من تحولها الى جزء اخر من اعادته للسلطة مجدداً" هكذا يقول مراقبون تعليقا على هذا الحدث. البعض يرى ان زيارة المالكي سبقها حراك من البرزاني تحديداً نحوه لجذبه، ولعل المقابلة التلفزيونية التي اجرتها قناة رووداو التي يدعمها رئيس الاقليم الحالي نيچرڤان برزاني كانت تمهيداً لتقديم المالكي للشعب الكردي مجدداً كحليف محتمل. وهنا يبرز السؤال الاهم عن عراب هذا " التطبيع الجديد" للعلاقات بين المالكي والبرزاني بعد ان صنع بينهما الحداد ما صنع؟. هل هي أطراف خارجية مثلا تريد اعادة تأهيل الرجلين للعب دور جديد في عراق ما بعد استحقاق تشرين الانتخابي؟، ام هي جهود داخلية قادها على سبيل المثال وزير الخارجية الحالي فؤاد حسين الذي وصفه نائب كردي بأنه يعمل في بغداد لصالح برزاني وحسب!. واذا صحت هذه المعلومة، فهل يحق لفؤاد حسين ان يفعل هذا وهو يعلم ان رئيس حكومته الحالية مصطفى الكاظمي مرشح ساخن لهذا المنصب، وهل تعد هذه خيانة لميثاق العمل الحكومي الالتزامي. ثم يبرز السؤال الاهم في الواقع، هل اتى المالكي متحدثاً بأسمه وتياره السياسي فقط ام متحدثاً بأسم القوى السياسية الشيعية جميعها، عدا التيار الصدري بالتأكيد، وهل سينجح في نسج تحالف يعمل على ابعاد التيار الصدري عن منصب رئاسة الوزراء القادمة؟. هذه أسئلة مهمة وكثيرة يجب ان نتوقف عندها في النظر لمخرجات الزيارة وانعكاساتها على مستقبل البلاد .
*
اضافة التعليق