الكاظمي دقيق جداً في كلماته.. نعم كانت الكويت ممراً للكتاب والثقافة الحديثة، وصحافتها منبراً للكثير من مبدعي العراق

بغداد- العراق اليوم:

تابعنا باستغراب الحملة الشعواء التي شنتها بعض الجهات والأطراف على رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ونشرها للأسف مدونون ومواطنون عاديون على وسائط التواصل الاجتماعي، التي أصحبت منبراً للأخبار الكاذبة، والتصريحات الملفقة، لأنها لا تحتوي فلاتر، ولا وجود لمحررين محترفين ينقون الأخبار، وينشرون الصالح والحقيقي، ويطرحون الرديء والزائف.

هذا الأمر بالمناسبة لا يعاني منه العراق فحسب، بل هو ظاهرة عالمية، ولا تزال الدول، بل وإدارات الوسائط ذاتها، تعمل على وضع فلاتر واقية للمجتمع من مضار انتشار الـ fake news، وتحاول جاهدةً تحسين نوعية المواد المنشور على المنصات من خلال محررين او مشتركين محددين وغيرها من الوسائل التي تتوخاها تلك الوسائط الآن.

مؤخراً لقي منشور " مُحوّر" او " مُعدل" بشكل واضح يحمل تصريحاً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي تحدث عن دور الكويت في التبادل الثقافي والمعرفي مع العراق، كونها دولة جارة ولصيقة وتتمتع بأمتداد بشري – ديموغرافي مع العراق، كما تتمتع بأمتدادها الجغرافي، فقال الرجل أن " الكثير من قراءاتنا ( ويعني الأدب والعلوم والمعارف) كانت تأتي من الكويت، كونها تمتعت بصحافة حديثة وحرة الى حد كبير، ووفرت المطبوعات الكويتية فسحة للقارئ العراقي، وللمبدع العراقي على حد سواء".

وهنا الكلام سليم وصحيح، ولعل من يعرف واقع الأبداع والمعرفة ومراكز الفنون سيجد ان للكويت نصيباً وافراً، ويكفي مثلاً ان تذكر مجلة "العربي" لتعرف كم كانت هذه المنصة المقروءة، ميداناً لكبار المثقفين والمبدعين العراقيين والعرب، وكم بشرت هذه المجلة الرائدة بعصر الحداثة العربية مربوطاً بقيم الإصالة الحقيقية، وخذ من صحف الكويت الواسعة الانتشار، كالقبس والانباء والسياسة وغيرها.

إن هذا التبادل الثقافي والفضاء المفتوح بين البلدين، كان يقصده الكاظمي، وهو العارف بشؤون الثقافة والصحافة والمعرفة، فهو أبن هذا المجال، فكيف يمكنه مثلاً ان ينسب شيئا في ما يخص التاريخ لغير موقعه الحقيقي، فهو يعرف تمام المعرفة أن بلاده أرض الحرف وقبلة المعارف وفجر العلوم في الطليعة الأولى لسيرورة القيم البشرية.

لكنه كان يقصد هذا الجانب فحسب وليس غيره من المقاصد، وقد أوضح ذلكزالسفير العراقي في الكويت، والذي كان حاضراً المؤتمر .

إذاً، فقد قصد الرئيس ذلك المعني في تكوين العلاقات الثقافية المشتركة بين البلدين، وكان يريد القول ان المثلث الكلاسيكي عن كون مصر تكتب ولبنان يطبع، والعراق يقرأ، له ضلع رابع، وهو فضاء الكويت (الحرية) الذي وفرته للمبدع العربي وللقارئ عموماً.

نأسف لأنزلاق بعض المثقفين والمتنورين وراء تشويشات مقصودة وواضحة الغايات ترافق كل جولة يجريها الرجل، خصوصاً تلك التي يحقق فيها اختراق نوعي لبلاده، ويعمل بشكل واضح على رتق ما فتقته العنتريات، وما ضيعته الخطابات التي لم تقتل ذبابة يوماً كما يقول الشاعر.

نأمل ان يكون هذا الإيضاح افادة وافية لمن التبس عليهم الأمر، ولا عزاء للمتصدين في المياه العكرة، فسيبقون في هذه المستنقعات ابداً.

علق هنا