لماذا اوقف العراق صفقة تسليم مليون طن من النفط الى لبنان في اللحظات الأخيرة.. ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد أن كان الموضوع شبه محسوم، وكان من المؤمل ان يبدأ العراق بمد لبنان بمليون طن من النفط، لغرض تشغيل معامل انتاج الكهرباء وحل مشكلته، لكن هذا الأمر توقف في اللحظات الأخيرة، بعد أن شعر الجانب العراقي ان ثمة أمراً يثير الريبة والشكوك.

وفي التفاصيل، نقلت وسائل اعلامية لبنانية،  عن مصادر عراقية مقربة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى ان المشكلة ليست من قبل الحكومة العراقية، التي عرضت على الطرف اللبناني تقديم نفط خام، يحتاج إما الى مصافٍ لتحويله الى نفط صالح للاستعمال في معامل الكهرباء اللبنانية، وهذا الامر بعيد المنال لأن المصافي اللبنانية متوقفة عن العمل منذ سنوات، وإما ان يصار الى استبداله بنفط جاهز للاستخدام وهذا هو الخيار الذي ارتآه الجانب اللبناني.

وأكدت ان الحكومة اللبنانية اعتبرت ان ليس هناك من ضرورة لإرساله الى المصافي، وفضّلت بيعه الى الشركات واستبداله بالنفط الملائم. فشعر الجانب العراقي بالريبة، خاصة وان لبنان مشهود له بالفساد، وطلبت منه إعطاءها المواصفات المطلوبة للمصانع اللبنانية كي تقوم هي باستبداله وتسليمه جاهزاً واقترحت اسماء خمس شركات تتعامل معها على نقل هذه المواد الى اي مكان في العالم، فرفض الجانب اللبناني الشركات الخمس، مؤكداً أن لبنان يتعامل منذ فترة مع شركة معينة تنقل له النفط. وأثار الأمر الشكوك لدى العراق، خاصة وان من المعروف ان كل جهة سياسية في لبنان تفضّل التعامل مع شركة تخصها، وتختلف في ما بينها على العمولة التي ستتقاضاها.

وفيما تبقى هذه المعلومات من دون تأكيد، أكدت مصادر معنية بالملف ان هذه الصفقة تمت بين دولة ودولة وليس من معلومات كثيرة حول الموضوع خصوصا ان الجانب العراقي معروف بتكتمه وتحفظه، والثابت الوحيد هو ان الكاظمي مهتم جدا بدعم لبنان بالنفط. لكن هذا التأخير، بحسب المصادر، مريب خاصة وان لدى العراق خشية من نقطة اساسية كان فد سأل عنها وزير النفط ريمون غجر، وهي لماذا لم يتمّ الإعلان عن الشركة التي سيتم تبادل النفط معها حتى الساعة، غجر يقول “اننا لم نتفق مع شركة بعد “وهنا النقطة الاساسية.

لا جواب واضحا من الطرف اللبناني الذي يكتفي بالقول: ننتظر وصول النفط. وهنا تتساءل المصادر: “بالانتظار، لمَ لا يقوم لبنان بتحضير نفسه؟ ستصل اول باخرة عراقية تكفي حاجة لبنان لمدة شهر ولم يتفقوا بعد مع شركة للاستبدال وليس لدينا مصفاة لتكرير النفط العراقي وتحويله من الخام الى مازوت مناسب لمعامل الكهرباء في لبنان”. إضافة الى ان غجر(وزير الطاقة اللبناني)  أبلغها ان الكمية ستغذي فقط اربع ساعات يوميا، في حين ان العراقيين كانوا يعتقدون انها ستغذي ساعات اضافية.

وسبب الشكوك لدى العراق يعود، بحسب المصادر، الى خشية من أن تكون هناك عمولات في لبنان في ظل مناخ الفساد المستشري، لكن ليس لدى الجانب العراقي أدلة تقرن شكه باليقين. وأكدت ان النفط هو تقريبا مساعدات. صحيح ان العراق سيبيع النفط الى لبنان انما بالليرة اللبنانية على ان تبقى في مصرف لبنان، بانتظار ان يرى إمكان استبداله بخدمات يمكن ان يقدمها له لبنان في المقابل، اي مثابة هبة.

علق هنا