زنبقة الشعر العراقي لميعة عباس عمارة تستعيد الحياة في تظاهرة ثقافية كبرى في السويد

بغداد- العراق اليوم:

الحقيقة - ستوكهولم :

في اربعينية زنبقة الشعر العراقي، وأحدى علاماته الإبداعية، نظم عشرات المثقفين والكٌتاب العراقيين تظاهرة ثقافية هي الأكبر من نوعها، لتأبين الراحلة لميعة عباس عمارة، التي غيبها الموت بعد عمر حافل بالشعر والجمال والمحبة.

المثقفون العراقيون في شتى بقاع الأرض، فضلاً عمن هم من داخل حدود الوطن اجتمعوا ليقولوا للراحلة كلمة عشق أبدية، وهي في عليائها، ترفرف كفراشة، وتمرُ كنسمة هادئة، وليقفوا على منجزها الذي سيظل سفراً عراقياً من أسفار رحلة الخلود الرافدينية التي بدأت من مسقط رأس الكون، من ميسان الخير حيث المياه الوفيرة، من ذلك الطين التاريخي صنعت هذه الرقة التي لم يكن من دور يصلح لها في الحياة سوى أن تكون شاعرة.

حيث نظمت الجمعية المندائية في العاصمة السويدية ستوكهولم، حفلاً تأبينياً للراحلة، أشرف على تنظيمه كل من الأساتذة الكرام: فاضل ناهي، ولؤي وعدي حزام، فضلاً عن مشاركة رائعة من المبدعة زهور بابل, وأدار الحفل عريفاً قديراً، الكاتب والمترجم العراقي  كامل صباح السبتي.

في البدء القى رئيس الجمعية المندائية العراقية الأستاذ فاضل ناهي كلمةً استذكارية وتأبينية بالمناسبة، التي حضرها جمع طيب من المحبين وعاشقي اثر فراشة الشعر العراقي، رغم هطول الأمطار في هذه المدينة السويدية، ورغم اجراءات كورونا المانعة.. وقد انضم لهذا الحضور الكريم حضور طيب من مختلف قارات العالم عبر تطبيق زووم والفيس بوك، فضلاً عن مشاركة عدد من المثقفين والشعراء والكتاب من بينهم رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الأستاذ ناجح المعموري،  الذي شارك بكلمة راقية عن الشاعرة الفقيدة.. لقد حضر المبدعون العراقيون ليشاركوا في وضع اكليل من زهور الحب والطمأنينة على ضريح الراحلة الذي شيدته بكلماتها الشفيفة.

بعد ذلك القى سكرتير اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر، المهندس حيدر يعقوب يوسف، كلمةً بالمناسبة.. ثم جاء الدور لفضيلة الريشما ستار جبار الحلو، رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم، وقد كانت كلمته مميزة، لاسيما وهو - الشخصية الدينية الكبيرة- قد تحدث عن (الشاعرة عمارة) بلغة الأدب الرفيعة، ومصطلح الثقافات الفنية الإبداعية،

فلفت بهذه الكلمة إنتباهات الجميع.

بعد ذلك عرض على شاشات العرض في قاعة الاحتفال فيلم بعنوان: (لميعة عباس عمارة.. نخلة الشعر الباسقة)، حيث تناول الفيلم باقتضاب، سيرة الراحلة الكبيرة، وقد كان الفيلم من اخراج ومونتاج المهندس عدي حزام.

كلمة الحزب الشيوعي :

ألقى ممثل الحزب الشيوعي العراقي، الأستاذ جاسم هداد، كلمة منظمة الحزب في السويد، متطرقاً فيها الى بعض من سيرة الفقيدة وأثرها، وصلتها بالحركة التقدمية في مختلف ميادين الحياة.

كما مر في كلمته على اسباب مقاطعة الشيوعيين للإنتخابات المبكرة في تشرين..

من العراق كما قلنا انضم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، الباحث ناجح المعموري في مشاركة أدبية قيمة، كما كانت هناك مشاركة اخرى من الرابطة المندائية للثقافة والفنون، قدمها الأديب فوزي صبار، ليواصل الحفل فقراته، مع قصيدة تأبينية وأستذكارية لأبن مدينة العمارة، وزميل الراحلة في رحلة الشعر والغربة والحياة، الشاعر  فالح حسون الدراجي، الذي شارك من مغتربه في الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المناسبة بقصيدة جديدة تقرأ لأول مرة.

ولم تفت التيار الديمقراطي العراقي المشاركة في المناسبة، حيث القت التنسيقية كلمة في هذه المناسبة، القتها الدكتورة نوال الطائي، كما شهد الحفل مشاركات شعرية أخرى، خاصة بالمناسبة، منها مشاركة المهندس فهيم السليم، وكانت قصيدة جديدة جميلة، ومشاركة شعرية فاخرة من ابن سوق الشيوخ الشاعر اجود مجبل، القاها نيابةً عنه الأستاذ صلاح جبار عوفي، ومشاركة طيبة من الشاعرة زهور بابل، وأخرى من الشاعر محمد الحسوني، رئيس جمعية الأطباء العراقيين في السويد، وقد أبدع الدكتور الحسوني بهذه القصية الجميلة فنياً ولغوياً.. كما كانت هناك كلمة للأديب والكاتب العراقي المعروف الدكتور عقيل الناصري مثل فيها اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين في السويد، وقد قرأت نيابةً عنه، وكانت هناك أيضاً مشاركة شعرية من السيد باسم جبار طلاب.

كما شهد الحفل مشاركات أخرى بهذه المناسبة، التي كانت بحق تظاهرة ثقافية عراقية، ومثالاً رائعاً عن الوفاء الإبداعي لرموز النهضة العراقية، وأبرز مؤثريها في الجانب الثقافي والأدبي والشعري.

 

 

 

 

علق هنا