الى الرئيس الكاظمي.. تعميم تجربة وزارة الداخلية ووزيرها الغانمي مهمة وطنية لحماية ملايين الأرواح

بغداد- العراق اليوم:

مسؤولة ونوعية تلك الخطوة التي اقدمت عليها وزارة الداخلية عبر مديرية شرطة كركوك، والتي الزمت ضباطها ومراتبها بتلقي لقاح كورونا قبل تسلم مرتباتهم الشهرية, حيث ستشكل هذه الخطوة تقدما واضحاً في جهود وزارة الصحة للحد من تفشي الوباء القاتل الذي بات يستفحل نتيجة الاعراض عن تلقيه من قبل فئات الشعب، اثر وقوع شرائح المجتمع تحت تأثير الدعاية السلبية والمضللة التي تقف خلفها جهات مشبوهة، واخرى جاهلة والتي ساهمت بشكل فعال في منع العراقيين من تلقي المطعوم، لاسيما كبار السن الذين باتوا الان اكثر الفئات عرضةً للموت جراء تفشي الموجة الثالثة من الوباء .

عملياً نجحت الحكومة العراقية من توفير كميات لا بأس بها من ثلاثة انواع من اللقاحات المرخصة عالميا، ونجحت في بناء شبكة تطعيم منظمة وممتدة من اقصى الى اقصاها، ولا تزال مراكز اللقاحات تعمل بشكل يومي، لكن الاطباء والمختصين يشكون ضعف الاقبال، وامتناع الناس، مع كسل حكومي واضح في حث الناس على الالتزام بتنفيذ هذا البرنامج الانقاذي الشامل، اذ لا يزال التسيب وضعف الالزام مصدر كبير لنقل الفيروس ونشر العدوى والنتيجة وفيات عالية تسجل بين الفئات الهشة والاكثر عرضة للمرض.

عالمياً، نفذت حكومات كثيرة برامج الزامية وشبه الزامية لتلقيح الناس، ونجحت بلدان كانت تسجل عشرات الآلاف من الحالات يوميا في تقليص الاعداد، حيث انخفضت نسبة الاصابات الى العشرات يوميا، كما هو الحال في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، فيما لا يزال العراق يعيش موجات متتالية من الوباء.

خطوة وزارة الداخلية الان مهمة وفعالة اذا نجحت الحكومة العراقية الى ترجمتها الى برنامج الزامي شامل تتبناه، عبر تطعيم كل موظفي الدولة البالغ عددهم قرابة الاربعة ملايين موظف، ومنع مؤسسات الدولة من صرف المرتبات الشهرية لهم الا بشهادة لقاح معتمدة ترفق مع ملفاتهم الوظيفية، والا فتضطر الحكومة الى ابعادهم عن مؤسساتها لانهم سيكونون ( غير المطعمين) مصدر خطر وعدوى قاتلة للمراجعين.

ان على الحكومة الان اعلان مدة لا تزيد عن ٦٠ يوم فقط يجري فيه تنفيذ مشروع تطعيم موظفي الدولة وبخلافه سيحرمون انفسهم من الحصول على المرتبات والحوافز.

كما ان على الحكومة الزام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإلزام متلقي الاعانات الاجتماعية بتلقي المطعوم والاً ستمضي الدولة بايقافها عنهم، وبذا سنضمن وصول اللقاح الى قرابة مليون مواطن ايضا، وسيكون هذا نجاحاً اضافياً، كما سيعزز ثقة الناس باللقاحات اكثر ويعطي انطباعاً ايجابياً نتيجة لتكذيب الادعاءات والدعايات المضللة التي تسوقها تنظيمات ولربما دول وشركات تريد ان يموت العراقيون بلا رحمة، وتريد القضاء على هذا الشعب الكريم.

انها دعوة صادقة ومسؤولة للبدء بتنفيذ برنامج الزامي وطني، وسيحقق هدفه في خفض نسبة الاصابات الى حدود دنيا، وايضا سيوقف الموت اليومي المؤسف الذي يتعرض له كبار السن والمصابين بأمراض مستعصية او مزمنة، شرط ان ينفذ بدقة، وبدون تزوير لشهادات التلقيح ومنحها لأشخاص مقابل مادي وبدون تلقيح !

علق هنا