بالفيديو .. هل رأيتم ما فعل الكاظمي في إستقبال الرئيس السيسي بالقصر الحكومي ؟!

بغداد- العراق اليوم:

 



بعد طول غياب واقصاء متعمد للفن العراقي، والحضارة الرافدينية عن المشهد السياسي والحكومي، وبعد طول انكار لخصوصية الحضارة العراقية، وميزتها الجمالية، بوصف العراق بلد فن وغناء وموسيقى، يعود الجمال الى المشهد السياسي بقوة، وبحضور مبهر، ويعاد للفنون والشعر والأزياء والموسيقى اعتبارها، بوصفها بوابة الدخول لأي ضيف كبير لهذه البلاد.

لعقود طويلة، غيبت ردة التعصب المتخلفة الآتية من عقد الماضي المترع بالجهل والقتل والاجرام، حضارة العراق عن مشهدية الاستقبالات البروتوكولية ابان حكم الديكتاتور صدام حسين، الشخصية الفصامية المليئة بالقبح ونزعة التدمير  والخراب.

وللأسف اكملت هذا المشهد عقدة "الأصولية" لدى من خلفوا حكمه البغيض، اولئك الذين ينظرون للفنون بوصفها ارتياباً، أو رجساً، أو حتى محاولة نفاق المجتمع، ضمن موجة الأسلمة القسرية التي ضربت اطنابها البلاد، فيما كانت ولا تزال بلاد النهرين، بلد اسلامي يحفظ تنوعه القومي والثقافي والفكري، ولم يعرف عنه عداؤه للحياة، أو عرفت عنه نزعات عدائية ضد الفن  والجمال والإبداع.

 بل كان العراق من بلدان الريادة الانسانية في المزج الرائع بين الفقه والشعر والأدب والفنون، حتى أن فهرست الفقهاء والمحققين ورجال الدين الكبار والائمة الفقهيين لا يكاد يخلو بين أسم وأخر، من شاعر فريد، أو ناثر جميل، أو أديب فذ، وقد سبق الفقهاء غيرهم في الاقتراب من اجواء الفنون والانشاد والموسيقى حتى!

فمتى كان العراق يفترق عن هذا الأرث الذي يمثل ذاكرته الجمالية؟.

واذا كانت الاستقبالات الرسمية التي يجريها رؤساء الحكومات السابقين، مليئة بالتشنج والاحتقان والتصنع، والتكلف، وقسمات التجهم بادية على الوجوه، وصرامة الرسمية المفرطة لا تعطي أي انطباع بارتياح لمتلقي صورة هذه الاستقبالات، بل وتنعكس على الزائر، فمع حكومة الكاظمي يبدو أن " دائرة المراسيم" في مجلس الوزراء قد انطلقت في فضائها  الابداعي، ومنحت - بأمر من الكاظمي طبعاً - الضوء الأخضر للفن العراقي في ان يكون الركن الأساس في تشكيل عمارة الاستقبالات البروتوكولية، وأن يعيد الكاظمي بنفسه ترسيم مشهد الرئاسة التنفيذية، وهي تحتفي مع كل ضيف عزيز وقدير، وكبير  بما موجود من أرث جمالي رافديني أصيل.

لقد كانت مثلاً مراسيم استقبال قداسة البابا فرنسيس في زيارته التاريخية للعراق في أّذار/ مارس الماضي، مشهداً احتفالياً زاخراً، وقد نجحت رئاسة الوزراء بتوظيف كل هذا التراث الفني الفريد في اضفاء لمسة انسانية شاسعة التعبير، واسعة التأثير.

وقد تكرر المشهد مع استقبال رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استقبل بالموسيقى العراقية، والأزياء التراثية، ومشهد فنون العراق يملأً فضاء الاستقبال الرسمي الذي ابهر المتلقي العراقي، والعربي، الى الحد الذي اشادت به وسائل اعلام مصرية وعربية، واعادت هذه الحركة الجديدة الحميمية لأجواء الاستقبال بوصفها لحظة تواصل شعبية، لا بوصفها اجتماعاً نخبوياً في غرف مغلقة.

الحقيقة، وبلا مجاملة، ما كان هذا الذي حدث ليحدث، لولا وجود شخصية مثقفة وواعية على رأس الهرم التنفيذي كشخصية الكاظمي، تعي حجم البلد وثقله الحضاري الذي يتمتع به، ولهذا بادرت الى توظيفه في اظهار مجد البلاد وقوتها وعزتها، وقوتها الراسخة ايضاً.

 

علق هنا