قراءة مغايرة لمجيء (رئيسي) .. هل جاء الرجل لترميم شعبية ايران في العراق، وقد يعني ذلك تخليها عن حلفاء الأمس!

بغداد- العراق اليوم:

قال مراقبون ومحللون، أن " ايران اليوم، ليست ايران الأمس، وأن شعبية  الجمهورية الاسلامية ومقبوليتها في الشارع الشيعي العراقي تضررت كثيرًا، منذ اصرارها على إيصال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وتسببها بعزل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي عن المشهد".

ويرون في احاديث لـ ( العراق اليوم)، أن " سياسة الصقور المتشددين الذين احكموا قبضتهم على بغداد في وقت ما، كما ظنوا، أنتهت لانهيار جمهور ايران في الوسط الشيعي العراقي، وظهور اجيال جديدة رافضة لسياسات التشدد التي تريد تحويل العراق لميدان تنافس وتطاحن مع الولايات المتحدة الامريكية أو المملكة العربية السعودية، أو غيرها من البلدان".

وأشاروا الى سياسات الصقور في طهران انتهت بهم الى ما لا يتمنون ويريدون، لاسيما بعد تصريحات متكررة عن تحكمهم بخمس عواصم عربية، أو الحديث عن تسجيل 3 نقاط على الولايات المتحدة الامريكية في العراق بعد انتخابات 2018، في اشارة الى تسمية الرؤساء الثلاث بإرادة ايرانية انذاك".

ولفتوا الى أن " الذي أخطأ قراءته الفاعل السياسي الايراني، والمتغير الذي لم يحسب له حساب، هو الفاعل الشعبي على الأرض، الذي أنفجر بعد قرابة عام من هذه الهيمنة المؤذية للمشاعر الوطنية في العراق".

وبينوا أن " هذا الجرح النرجسي الذي تسببت به سياسات الجناح المتشدد،  او أي جهة كانت تتحكم في المشهد الايراني، انعكس بثورة شعبية في اكتوبر 2019، أنتهت بالإطاحة بالنفوذ الايراني، وأسقاط حكومة عادل عبد المهدي التي وصفت بأنها " صنيعة ايرانية".

وعن توقعاتهم أو قراءتهم للمشهد بعد فوز المتشدد الرئيس الجديد، أبراهيم رئيسي، رأى المراقبون، أن :" هذا التكتيك الايراني برغماتي، وهو محاولة للحد من تدخل العسكر والجنرالات في التأثير بالملف العراقي، لاسيما ان رئيسي يملك بعض النفوذ في الحرس الثوري، أو مؤسسات أمنية ومخابراتية مؤثرة، وهو من رجال الثورة، ويجري الحديث عن قرب زعامته لأيران خلفاً لمرشدها الحالي السيد علي الخامنائي".

واكدوا أن " رئيسي ليس الرئيس روحاني، الذي يعد طارئًا على التشكيل الثوري، أو على الأقل غير متعمق فيه بشكل حقيقي وفاعل، لذا فأنه لم يستطع أن يفعل شيء ازاء تحويل الملف العراقي الى ملف عسكري أمني بحت، وأنتهى بمثل ما أنتهى اليه الأمر".

واشاروا الى أن " رئيسي يقرأ بوضوح الخسارة الشعبية الاستراتيجية التي منيت بها بلاده بعد سياسات متشددة ازاء العراق، لذا قد يتجه للتخلي عن حلفاء تقليديين، أو على الأقل رفع الدعم عن سياساتهم المتشددة في الداخل العراقي، والبحث عن شركاء قادرين على معالجة المشكلة من الداخل، دون ان يتحولوا بالضرورة الى وكلاء او منفذين لسياسات طهران، وهذا يجب أن يقرأ على أنه تغيير ستراتيجي قوي ان حدث بالنسبة لرؤية ايران تجاه العراق كدولة مستقلة لا تتأثر بأية ضغوط أخرى".

علق هنا