بغداد- العراق اليوم: لم تبقِ على أنتخابات تشرين الأول/ اكتوبر القادم، سوى 100 يوم تقريبًا، حيث بدأ العد التنازلي للمنازلة الكبرى التي يقول عنها رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، في خطاب أنتخابي أمس، أنه سينقل الدولة من "اللا استقرار الى مرحلة الأستقرار"، دون أن يكشف عن تفاصيل ذلك. لكن مصادر مطلعة، افصحت اليوم في حديث لها، عن سيناريو يجري الأعداد له في كواليس القوى السياسية الشيعية التي توصف بالمعتدلة، والبعيدة بعض الشيء عن السياسات الإيرانية، لترتيب أوضاع الداخل العراقي، والاستفادة من قدرات الدولة في تحييد السلاح خارجها، ومنعه من التدخل في الحياة السياسية وافشال التحول الديمقراطي. وفي التفاصيل، كشفت المصادر، عزم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على خوض جولة لقاءات مع مختلف قادة الكتل السياسية الرئيسية في البلاد، للاتفاق على وثيقة تحييد سلاح الفصائل خلال الانتخابات. وقالت المصادر أن الحراك سيتم قبل انطلاق الحملات الانتخابية المقررة في مطلع شهر أيلول المقبل، اذ يتطلع الكاظمي أيضاً إلى تجريم استخدام الخطاب الطائفي والعنصري داخل المجتمع، في خطوة استباقية تهدف لتعزيز ثقة الشارع بأهمية المشاركة في الانتخابات المقررة في تشرين الأول المقبل. وبحسب المصادر، فإن الحراك يحظى بدعم زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، ورئيس "تيار الحكمة" عمار الحكيم، ورئيس تحالف "النصر"، رئيس الحكومة الأسبق حيدر العبادي، إلى جانب بعثة الأمم المتحدة في بغداد، ويهدف إلى التوصل لعقد سياسي أو وثيقة، تتضمن منع الفصائل المسلحة من التدخل في العملية الانتخابية، بدأ من مرحلة الدعاية الانتخابية مروراً بعملية الاقتراع ولغاية إعلان النتائج مهما كانت طبيعتها. المصادر كشفت ايضاً، أن قوى وكتلاً سياسية نقلت مخاوفها للأمم المتحدة بشأن تنامي نفوذ فصائل مسلحة في مناطق ترشحها ودوائرها الانتخابية، خصوصاً في نينوى وديالى وصلاح الدين وبغداد وبابل، وتأثيرها على الناخبين. وينقل عن تلك القوى خشيتها من ترشح كتل تمتلك أساساً أجنحة مسلحة لها في تلك المناطق، مثل كتلة "صادقون" التابعة لجماعة "عصائب أهل الحق"، وكتلة "بدر" التابعة لـ "منظمة بدر"، وكتلة "سند" التابعة لفصيل "جند الإمام"، وكتلة "عطاء" بقيادة رئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض، عدا عن تشكيلات وفصائل أخرى قررت عدم خوض الانتخابات لكنها لا تخفي دعمها لكتل محددة. ووفقاً للمصادر، فإن الوثيقة تتضمن تأكيداً على أهمية تفعيل قوانين مفوضية الانتخابية في تجريم الخطاب الطائفي والعنصري بالحملات الانتخابية وإبعاد المرشح الذي يثبت عليه ذلك، فضلاً عن مسألة استخدام المال العام والتأثير الحكومي في الحملات الانتخابية. وينتشر أكثر من 80 فصيلاً مسلحاً ضمن "الحشد الشعبي"، في شمال وغرب ووسط العراق، كما تتوزّع مكاتب وممثليات ومعسكرات لتلك الفصائل في مناطق الجنوب والوسط وبغداد، تمارس أنشطة سياسية واجتماعية ودينية واقتصادية.
*
اضافة التعليق