بغداد- العراق اليوم:
يترقب وزير حرب داعش مع بقايا مسلحي التنظيم الذين يقدر عددهم بثلاثة آلاف عنصر في الجانب الأيمن من الموصل انطلاق حملة القوات العراقية لاستعادة الساحل الغربي، في العملية التي يعني نجاحها يعني نهاية خلافة أبو بكر البغدادي في الموصل.
جولمرود كاليموف، وزير حرب داعش ذو الاصول الطاجيكية، هو الآن مسؤول مسلحي التنظيم المحتشدين في الجانب الأيمن، بعد أن نجحت القوات العراقية في استعادة الجانب الأيسر بالكامل.
وبحسب ما حصلت عليه شبكات اعلامية من معلومات، وكذلك ما كشفت عنه الاستخبارات العراقية، فإن كاليموف الذي نجا من غارات مقاتلات التحالف الدولي ثلاث مرات سيقود معركة بقاء التنظيم في الجانب الأيمن.
وقال مسؤول رفيع في استخبارات الجيش العراقي،"لدينا معلومات دقيقة عن وزير حرب داعش، لكنه يتمتع بالدهاء ويستخدم الكثير من التكتيكات، وسرعان ما يغير موقعه".
واضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "مع انطلاق معركة الموصل، كان وزير داعش في الجانب الشرقي، لكنه فرّ الى غربي المدينة قبل استهداف التحالف الدولي للجسور"، التي كان يستخدمها التنظيم في نقل المسلحين والانتحاريين بين ضفتي نهر دجلة.
وخصصت الولايات المتحدة الأمريكية مبلغاً قدره 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض على كاليموف أو قتله، الذي عيّن من قبل تنظيم داعش قائداً جديداً لوزارة الحرب خلفاً لأبو عمر الشيشاني الذي قتل بغارة أمريكية في قضاء الشرقاط، بعد أن أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم مقتله في 13/7/2016.
طرخان باتيرشفيلي هو الاسم الحقيقي لأبو عمر الشيشاني، وزير الحرب السابق وقائد القوات المسلحة في داعش، الذي ولد بقرية بيركياني في جورجيا، واكتسب لقبه بسبب مشاركته في حرب الشيشان، وقبيل مقتله قدم وصيته لخليفة داعش، أبو بكر البغدادي، جاء فيها: "يا أمير المؤمنين، سيبقى المهاجرون معك ما دمت قائماً على الحق وكنت مع الله، وأسألك أن تتابع بنفسك جميع أمور المهاجرين، وأخيراً أسألك يا أمير المؤمنين ألا تنسى القوقاز".
ويطلق مصطلح "مهاجر" بمفهوم داعش، على كل مسلح قادم من خارج العراق وسوريا الى مناطق سيطرة التنظيم، وبعد مقتل الشيشاني، أصبح جولمرود كاليموف، ذو الـ41 عاماً، وهو من "المهاجرين" وزيراً للحرب في التنظيم، بعد أن كان رئيساً لقوة خاصة من الشرطة في طاجيكستان، وسبق له أن تلقى تدريبات عسكرية على مواجهة "الإرهابيين" من قبل شركة بلاك ووتر في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعرف الطاجيك والشيشان بأنهم "مقاتلون أشداء" في صفوف التنظيم، وكاليموف قناص "ماهر" ظهر في أشرطة دعائية للتنظيم وهو يحمل آلة القنص ويصوب إلى "البندورة" دلالة على رغبته في سفك الدماء.
وبسبب شدة معركة الموصل لم تعد هنالك اتصالات مباشرة بين وزير الحرب وأمير دولته، لكن الاستخبارات العراقية كشفت لرووداو عن وجود "شخص يدعى أبو مسلم مهمته نقل الرسائل بين كاليموف وأبو بكر البغدادي".
لا يزال موقع أبو بكر البغدادي مجهولاً، ومنذ انطلاق عملية استعادة الموصل وجه زعيم التنظيم رسالة صوتية الى مسلحيه يطالبهم فيها بالدفاع عن الخلافة المزعومة، لكن معلومات موثقة تشير الى أن البغدادي يتجول في جزيرة الخالدية بمحافظة الأنبار، وهي منطقة يصعب السيطرة عليها بسبب طبيعتها الجغرافية، وسبق أن أكد قائد الفرقة الذهبية، فاضل برواري، إن "10 فرق عسكرية لن تتمكن من استعادة هذه المنطقة".
وانطلقت عملية استعادة الموصل في 17/10/2016، وبعد استعادة الجانب الأيسر من المدينة، تتأهب القوات العراقية باسناد من التحالف الدولي لبدء الهجوم للسيطرة على الجانب الأيمن.
وكان رئيس جهاز مكافحة الارهاب العراقية، طالب شغاتي، قد أعلن "مقتل نحو 3500 مسلح من داعش بالجانب الأيسر من الموصل".
كاليموف الذي أطلق لحيته وأطال شعره الآن، ظهر مؤخراً في حي الفاروق قرب الجامع الكبير في الموصل الذي أعلن البغدادي فيه الخلافة عام 2014، تلك الخلافة التي تسير نحو الاندحار في العراق مع انتهاء معركة الموصل، فيما لاتزال تسيطر على مواقع هامة في سوريا.
وكالات