الكاظمي يفتتح في ذي قار مشاريع ذي قصص موجعة، فما قصة المستشفى التركي، والجسر المكسور، ومحطة الكهرباء المنسية في العراء ؟

بغداد- العراق اليوم: ( موفدنا الى قار)

قبل اقل من عام، وصل رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مدينة الناصرية، وبالتحديد في الخامس من اكتوبر 2020، ومن هناك اطلق تصريحات قوية، ووعود كبيرة لاستعادة فاعلية الدولة في هذه المحافظة التي وصفها بالمهمشة والمنسية والمهملة، والتي قال عنها، أنها " تعاني كثيراً، وسيتم اتخاذ سلسلة من الاجراءات الخاصة التي سترى النور خلال أشهر".

أمس، وفي ساعات الصباح الأولى كانت طائرة الرئيس الكاظمي تحلق في الاجواء نحو الناصرية، التي وصلها رفقة عدد من وزرائه ومساعديه، ومن هناك بدأ الرجل بقص شريط الافتتاح لعدد من المشاريع الستراتيجية والتي ستغير الكثير من تلك المعادلة التي رصدها في زيارته الأولى.

محطة كهربائية ..وأمل جديد

قص الكاظمي الشريط لمحطة كهرباء الناصرية الغازية، التي جرى استيرادها منذ العام 2009، وبقيت معداتها في العراء طوال سنين، ولم تجرِ عملية تنفيذها، حكومة الكاظمي سرعت من وتيرة الانجاز خلال عامها الأول، وضغطت لدفع مستحقات الشركة التركية التي نفذتها، اليوم أدخل رئيس الوزراء جميع الوحدات للعمل، وبدأت المحطة برفد الشبكة الوطنية بخمسمائة ميكاوات جديدة، ستضاف الى المحطة الحرارية العاملة التي تولد قرابة المائتي ميكا وات هي الأخرى.

يقول احد مهندسي المحطة الجديدة، لـ ( العراق اليوم)، أنها " جزء من خطة حكومية لزيادة السعة التوليدية، وستخلق فضاءً للعمل في المحافظة، فضلاً عن اسهامها في رفد المواطن بساعات تجهيز افضل".

المستشفى التركي .. قصة أهمال طويلة قطعها الكاظمي

يعود البدء بتنفيذ مشروع المستشفى الجديد في الناصرية، سعة 498 سرير، الى العام 2009 ايضاً، ومنذ ذلك الحين، بقي العمل يسير بوتيرة تكاد تكون معدومة للغاية، بطء يصفه الناس في الناصرية بالمتعمد، فيما ضيعت البيروقراطية، وغياب التمويل، والحرب على داعش بوصلة العمل به.

بقي المستشفى الوحيد الذي يتسع لحوالي 200 سرير يعمل في مدينة يفوق سكانها المليوني وربع المليون نسمة، فيما يرى الناس هذا المستشفى الجديد، ويتحسرون عليه، كما يقول الحاج  عبد الجواد الأسدي،  حيث قال لـ ( العراق اليوم)، أن " هذا المستشفى اصبح كالحلم، والى هذه اللحظة، ومع انه فتح ابوابه امام المرضى، فأنا لا اكاد اصدق، لقد اعاد الكاظمي بعضاً من الأمل اليوم".

بالفعل كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد شكل لجنة خاصة لمتابعة انجاز هذا المرفق الحيوي الكبير، وباشرت اللجان الفنية هي الاخرى المتابعة، وكان الرجل يتابع لحظة بلحظة تفاصيل العمل، وخلال العام الأخير، دارت العجلة بسرعة قصوى، فزود المشفى بالمعدات والاجهزة، ووصلت كوادر من الشركة المنفذة، كما وضع أجل محدد لادخال هذا المرفق للعمل، وأتمه اليوم رئيس الوزراء الذي وصف المستشفى بأنه فرصة أخرى للنجاح.

الجسر السريع.. المعتصم تصنع المعجزة!

يعود انشاء الجسر السريع الرابط بين ضفتي نهر الفرات، والواقع على الطريق الرابط بين بغداد والبصرة الى ثمانيات القرن الماضي، وقد تعرض لهجمات صاروخية في العام 1991، وبقي الجسر يعاني من كسر ظهره، وينوء بحمله الثقيل، ومثل كما يقول المواطن علاء حسن زاجي لـ ( العراق اليوم)، مشكلة أزلية لمن يود العبور عليه، ولم نصدق أن حكومات ما بعد 2003، قادرة على أن تنجزه مجدداً، لكن حكومة الكاظمي فعلتها هذه المرة، وانجزته بشكل لائق وحقيقي بعد عمليات ترقيع مضحكة جرت في السابق.

مطار الناصرية الدولي.. فعلاً هذه المرة!ّ

قبل اعوام، تحول افتتاح مطار الناصرية الدولي، الى محط سخرية، نظراً لعملية السلق التي جرت فيه، وكانت استعراضية غير حقيقية بالمعنى الحرفي للمطار، لكن حكومة الكاظمي كانت تعمل بجد لانجاز هذا المطار بشكل حقيقي، واليوم وضع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الحجر الأساس لمطار دولي حقيقي بمواصفات عالمية، بالتعاون مع شركة صينية، وبكلفة تتجاوز الخمسمائة مليار دينار عراقي، وسيكون حقاً مطار يليق بمدينة كانت نصب عناية وقصد بابا الفاتيكان شخصياً.

الشهداء في حل الكاظمي وترحاله!

لم يغب الشهداء عن المشهد، بل كانت المشهدية الواضحة التي دعا فيها رئيس الوزراء، والدة الشهيد عمر سعدون لتشاركه قص شريط افتتاح مستشفى الناصرية الجديد، بمثابة بلسماً لجراحات هذه العوائل التي فقدت فلذات اكبادها في تدافع اجتماعي، كان عنوانه الابرز مطلبياً.

فأوفى الكاظمي بوعوده لهذه العوائل، واستقبل المزيد منهم، واستمع في حوار صريح وشفاف لمطالب الناس، فضلاً عن ذلك، توجه لعائلة أحد شهداء التظاهرات، ومضى نحو منزل احد شهداء الحشد الشعبي، فكل الدماء كانت تسيل لأجل العراق وبنائه، كما أكد اليوم.

كانت جولة الكاظمي في الناصرية، حافلة ولا يتسع المجال لذكرها كلها، لكنها بالتأكيد القت حجراً كبيراً في بركة الركود، واعادت تنشيط الحياة العامة في مرافق الدولة، ومؤسساتها، ويقيناً كما يقول الناس هنا، اثبتت ان التفاعل موجود، وأن الوعود لم تكن حبراً على ورق كما كان يحدث سابقًا.

علق هنا