بغداد- العراق اليوم: هي مباراة كسر العظم، أو مباراة الحسم، أو لنقل هي الأكثر اثارةً حيث من المؤكد أنها ستحظى بمشاهدة كبيرة جداً، ليس لأسباب رياضية وفنية فحسب، إنما لأسباب أخرى كثيرة. لذلك ستتابعها الأعين، وترصدها الصحافة الرياضية، العراقية منها والعربية والقارية والعالمية أيضاً، نعم، فقمة الأثارة في هذه المجموعة ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال قطر عام 2022، إذ سيكون اللقاء الحاسم بين العراق وجارته ايران، ومع أن لغة الأرقام تشير الى أن العراق يحتل المركز الأول في مجموعته بعد أن حصد 17 نقطة من مجموع مبارياته التي لعبها، وأخرها فوزه على هونغ كونغ الذي وصفه مدرب المنتخب الوطني السلوفيني ستريشكو كاتانيتش بالصعب.إلاً أن العراق يعد العدة للبدء بمنازلة نارية مع المنتخب الايراني، الذي دك مرمى الفريق الكمبودي اليوم بعشرة اهداف نظيفة، واحرز في هذه المجموعة 15 نقطة، ليقف خلف منتخبنا الوطني ثانياً، وإذا كانت الترجيحات والقراءات الفنية بعيون وعقول المتخصصين والخبراء، الذين يرون أن " نسخة المنتخب الايراني الحالية من الناحية الفنية جيدة جداً، وقوية جداً، ولربما بحسابات الرياضيات والمنطق ترجح كفة ايران، لكن قانون كرة القدم هو اللا قانون، والتوقع في هذه اللعبة، هو اللا متوقع، فكل شيء قابل للتغيير حتماً، الإرادة تصنع المستحيل، والاصرار في اللعبة يتخطى حسابات المختصين، ويهزم توقعات المتوقعين والمحللين". جمال هذه المجموعة يكمن في هذه الأثارة، والعراق الذي كان موفقاً في مباراته الأولى مع المنتخب الايراني، مطالب اليوم بالعودة القوية لتلك النتيجة، المشفوعة بأصرار الكتيبة الخضراء في انتزاع البطاقة الأولى من هذه المجموعة، فكل المعلومات التي نعرفها عن منتخبنا الصاعد، وقدرته على ارباك خصومه، وتدمير دفاعات من يقف امامه بهجماته الخاطفة لاسيما نجمه اللامع (ميمي)، وأيضاً الارث الذي يقف معه، فهو بطل اسيا، وأحد أهم فرق هذه القارة، ومنافس مرشح للدوام، فضلاً عن حلم وهدف عراقي يوحد ويمنًي الجميع، بالتأهل ثانيةً لكأس العالم، كما فعلها جيل 1986، أقول إن كل هذه العوامل كافية لصناعة فوز عريض على ايران، وطبعاً فإن المعطيات والوقائع أيضاً وليست الأمنيات وحدها تقول أن " الكفة العراقية راجحة والفوز عراقي". وأجزم إننا سنرى في مباراة العراق وايران، توحداً عراقياً شاملاً، وسنرى كيف تتسمر العيون باتجاه الشاشة الصغيرة من زاخو الى الفاو، وكيف سيقف العراقيون جميعاً دون استثناء - وأكرر دون استثناء - خلف منتخبهم، يشجعون لاعبيهم للظفر بالفوز الثمين، واحراز النقاط الثلاث، والذهاب الى الامام بنقاط المجموعة. الثلاثاء القادم سيكتب اسود الرافدين سفراً اخر من سفر الكرة العراقية الزاخر، وستكون دعوات الأمهات العراقيات النجيبات أكسيراً لهم في مواجهة كروية مثيرة، وسينتصر الأسود ويجمعوا ابناء بلدهم في ظل هذه الظروف الصعبة على محبة الوطن فيرفعوا أسمه مجدداً كما فعلها الجيل الذي سبقهم، فهم بالتأكيد لِيسوا اقل حماسةً، ولا ادنى كعباً من جيل 2007 الذي صنع معجزة كأس اسيا، وسنرى الفوز الذي يعودون به، فيخطفون المركز الأول في المجموعة بلا منافس.
*
اضافة التعليق