العراق يجتاز الخطر.. كيف تمكنت حكومة الكاظمي من عبور اشد الازمات فتكًا بالعراق

بغداد- العراق اليوم:

ظلت ازمة العراق الاقتصادية، كالجبل الغاطس الذي لا يظهر منه، سوى قمته، فيما كانت المشكلة تكبر وتتسع دون ان يراها، سوى المختصين الذين يعرفون مآل السياسات الخاطئة وعمليات التوظيف السياسي لخلق انصار وموالين، وما تسببت به ظاهرة الفساد المالي والاداري التي تفشت في البلاد طوال خمسة عشر عاما او اكثر، حد ان الفساد بات ثقافة متجذرة، وأسس لنفسه اسساً صلدة، واصبح الاقتراب منه مجازفة ومخاطرة، لم يقو على خوضها الا الكاظمي مؤخرا، ولا تزال تنفجر بوجهه  الكثير من القنابل الصوتية والاعلامية والصيحات والصرخات، وكلما توغل الرجل اكثر سمعنا اصواتا  اكثر، وهيجانا اعلى من طبقات اوسع.

الرجل يسدد اللكمات للطبقة الفاسدة، فنسمع رجع الصدى عاليا، والصراخ على قدر الالم كما يقال.

اليوم يمضي الكاظمي باتجاه هدفه الواضح والمعلن، فالحكومة جاءت كما يقول هو لتحقيق ثلاث اهداف ستراتيجية اولها، فض الاشتباك الحاصل بين الشارع والقوى السياسية الممسكة زمام الأمور، ومنع تدحرج كرة النار لتكبر وتلتهم الجميع.

وهذه المهمة نجح الرجل فيها، عبر اقناع الشارع بأخذ خطوة ما والقوى السياسية بخطوة مقابلة، والتمهيد لتحقيق الهدف الاخر، وهو الاعداد لانتخابات نيابية شاملة ومبكرة، وناجحة وفق مقاييس النجاح المعترف بها دوليا، وايضا اتاحة الفرصة ليشارك الجميع فيها بشكل كبير دون منغصات او مخاوف او تصورات مسبقة.

ونرى الان ان هذا الهدف اصبح قاب قوسين أو أدنى، ونرى ان الاستعدادات قائمة على قدم وساق، والكل متأهب لخوض المنازلة المثيرة للاهتمام في العاشر من تشرين الأول اكتوبر المقبل.

الهدف الثالث، وهو اخراج العراق من ازمته التي كادت ان تودي به الى التهلكة اثر عجز شامل وتام اصيب به، بعد ازمة اقتصادية خانقة، وغياب اي رؤية وقتذاك لحلول مع حكومة غائبة، وشعب يحاصرها بثورة عاصفة.

اليوم، يخرج العراق معافى من الازمة، وخو يحتاج الى استمرار المعالجات الدقيقة لازمته، ويدفع باتجاه تعديل مسارات البناء الاقتصادي الذي اثبت وجود خلل في بنيته، ويريد الكاظمي استثمار عزم الحكومة وهمتها لدوران عجلة الاقتصاد بشكل اكثر علمية وفاعلية.

علق هنا