القوات الأمريكية في العراق .. تنسحب او لا تنسحب تلك هي المشكلة!!

بغداد- العراق اليوم:

يواجه تواجد بضعة آلاف من القوات الأمريكية القتالية المنتشرة في قواعد متفرقة في غربي وشمالي العراق، رفض وتشدد من قبل قوى سياسية شيعية توصف بأنها " شديدة الأرتباط" بالجارة ايران، فيما يُعلن الكرد والسنة موقفهم المؤيد لبقاء هذه القوات، لاسيما أن دخولها كان مع اجتياح تنظيم داعش الأرهابي المحافظات السنية من البلاد واحتلالها عام 2014، لذا فأن مسألة كهذه لا تزال تشغل الرأي العام العراقي، وتشعل الجدل في منصات التواصل الاجتماعي فضلاً عن الأروقة السياسية.

مصدر سياسي رفيع، قال لـ ( العراق اليوم) في " النهاية الأمريكيون سينسحبون من العراق، لكن هناك ترتيبات وأولويات، هي من مصلحة العراق اولاً، ومن مصلحة امريكا والمنطقة، لكن المؤكد ان الاتفاق الستراتيجي العراقي – الامريكي يسير وفق رؤية محددة، هي شراكة أمنية بلا تواجد عسكري قتالي على الأراضي العراقية".

هذا الحديث يأتي بعد تصريحات  قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، الذي جدد تأكيده على بقاء القوات الأمريكية في العراق خلال المرحلة الراهنة.

وقال ماكنزي، إن وجود القوات الأمريكية في العراق "مستمر بناءً على طلب الحكومة العراقية"، موضحاً أنّ "القتال ضد داعش بالتعاون مع التحالف (الدولي) مستمر، وهذه المعركة لم تنته بعد".

وأضاف، أنّ مهمة القوات الأمريكية "تحولت من قتال مباشر إلى دعم أكبر وعمليات تدريب"، مؤكداً أنّ "مستقبل القوات الأمريكية في العراق سيحُدد من خلال المفاوضات مع حكومة العراق".

وتابع بالقول، "أعتقد أننا لن نغادر العراق قريبا"، مشيداً بدور الحكومة العراقية "في الدفاع عن القوات الأمريكية، على الرغم من عدم نجاحها دائمًا".

وشدد الجنرال الأمريكي، أنّ "أذرع إيران في العراق، تعد تهديداً مباشراً للسيادة العراقية فضلاً عن القوات الأمريكية".

اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، رد على تصريحات مكنزي،  مشيرًا إلى أنّ جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق من مهمة اللجان الفنية ضمن الحوار الاستراتيجي.

وقال رسول في تصريح، 24 نيسان/أبريل الماضي، إنّ "هناك جدولة لعملية انسحاب القوات الأجنبية خلال فترات تحدد بعد لقاء اللجنة الفنية التي شكلت بأمر القائد العام للقوات المسلحة، برئاسة رئيس أركان الجيش لإدارة هذه الملف ضمن الحوار الاستراتيجي".

وأضاف، أنّ "العراق لا يحتاج لأي جندي أمريكي أو أجنبي يحمل السلاح ويقاتل مع القوات العراقية، ولا يحتاج إلى مقاتلين على الأرض باستثناء القوات العراقية"، مبينًا أنّ "العراق يعمل مع حلف الناتو والغاية من هذا الموضوع هو التدريب والتجهيزات التابعة للقيادة العسكرية".

مستشار  رئيس الوزراء للشؤون الامنية حسين علاوي،  علق على التصريحات الاميركية  بشأن عدم الانسحاب من العراق، مبينا ان الجانب الاميركي غير متناقض في توجهه.

وقال علاوي، في تصريح  صحافي نشر اليوم السبت، أنه “ليس هناك تناقض بين ما يقوله الجنرال ماكنزي وبين المفاوضات الجارية بخصوص جدولة انسحاب القوات الأميركية”.

وأضاف، أن “هناك لبساً في تحديد طبيعة هذا الوجود، هل هو قتالي أم استشاري، وبالتالي فإنه في الوقت الذي لم يعد ثمة وجود قتالي للأميركيين في العراق، وذلك بانسحاب قواتهم القتالية، فإن المتبقين هم المستشارون والمدربون والفنيون فقط”، مشيرا الى “وجود هؤلاء هو غير قتالي منصوص عليه ضمن الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن أن هذا الوجود مرتبط بالتحالف الدولي الذي يحارب ( داعش) في العراق وسوريا».

واوضح علاوي أن «تصريحات قائد القيادة المركزية الوسطى تأتي في إطار التزام الولايات المتحدة الأميركية بدعم برامج التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية وسبل التعاون في الإسناد الجوي المحدد لضرب أهداف فلول التنظيم الإرهابي في المناطق الريفية النائية، التي تجد فيها القوات العراقية المشتركة وعورة في الجغرافيا عبر الكهوف أو الأنفاق التي تحتاج إلى صواريخ أو قنابل مركزة لتدميرها من خلال جهد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بضرورة استخدام الجهد الجوي الساند لتدمير قدرات فلول داعش واستثمار موارد التحالف الدولي نتيجة الكلف المالية للطلعة الواحدة».

علق هنا