بغداد- العراق اليوم: يمضي رعد محمد عبد العزيز، ٣٩ عاماً أيامه طويلةً وصعبةً للغاية، بعد أن فقدَ عمله في احد فنادق مدينة الكاظمية المقدسة، حيث كان يعمل عامل خدمات عامة في هذا الفندق، لكن توقف وشلل قطاع السياحة الدينية منذ اجتياح جائحة كورونا العراق، تسبب بخسائر فادحة لهذا القطاع. يقول رعد لمراسل ( العراق اليوم ) ، لم يعد "أصحاب الفنادق يتحملون نفقاتنا، واضطروا لتسريحنا من أعمالنا"، ويضيف " نحن معهم ونعرف انهم لا يجنون اي مدخول حقيقي، لكن ماذا عنا نحن العمال الذين اتت حلول الازمة الاقتصادية على حسابنا، ووجدنا أنفسنا فجأة خارج العمل ". حال رعد لا يختلف عن حال باسم فاضل الذي فقد عمله أيضا في إحد المعامل الصناعية الصغيرة التي كانت تعمل في قطاع صناعة الأقمشة، حيث وجد نفسه خارج المعمل، ولم يتردد أصحاب العمل بالتضحية بخدماته التي استمرت لقرابة عقد من الزمن، يقول لمراسل( العراق اليوم ) ان " الامور تتطور إلى الأسوء، نحن نعيش أزمة ومعاناة، لست وحدي من يعاني بل هناك الكثيرون مثلي ". فيما يؤكد الناشط العمالي علي زاهر لمراسل ( العراق اليوم ) ان " الطبقة العاملة في العراق، هي المتضرر الأكبر من جائحة كورونا، وحالة الاغلاق التام التي شهدتها البلاد، وتوقف قطاعات اقتصادية وانتاجية وخدمية، حيث أن " جرًة التوقف كسرت على رؤوس العمال الذين لا حول لهم ولا قوة"، فلا قوانين عمل متطورة، ولا آليات حماية لهم". ويقدر زاهر العمال الذين فقدوا اعمالهم منذ بدء الجائحة مطلع 2020، بأكثر من نصف مليون عامل تقريباً، موزعين بين قطاعات الصناعة والفندقة والسياحة والخدمات الأخرى، ويرى أن " أزمة السوق المحلية، وحالة الكساد والخمول اصابت هذه الطبقة بمقتل، حيثُ ان السوق هي البؤرة التي تؤمن لهذه الطبقات دخلها اليومي". فيما يرى الناشط العمالي محسن عبد الرسول، وهو من العمال القدماء في مجال صناعة الجلود، أن " العمال هم في الحقيقة الذين يبنون اقتصادات البلدان، ويقودون تطورها، فهم الوقود الأساس لمحركاتها الضخمة، وهم الأساس في كل شيء، لكن هذه الطبقة وقياداتها غيبوا في العراق منذ استيلاء البعث على السلطة عام 1968، ولأسباب معروفة، حيث كان البعثيون يعتقدون أن العمال هم كوادر محتملة او اصيلة للحزب الشيوعي العراقي، لذا حاربوا العمال ونقاياتهم وقيادييهم، فأستولوا على قطاعات العمل، وصولاً الى قرار مجلس قيادة الثورة سيء الصيت، الذي قضى بتحويل العمال الى موظفين، وما تبع ذلك من غمط لحقوق الشريحة العاملة بشكل صارخ". ويضيف عبد الرسول لـ ( العراق اليوم) بعد 2003، لاحظنا بصراحة عداء غير معلن ايضاً من السلطات المتعاقبة للعمال، فقد اتت الدولة على مصانعها اغلاقاً وتفريغاً من طواقمها العمالية، وصولاً الى نزعة الخصخصة والاعتماد على المستورد، مما تسبب بقتل سوق العمل الناشئة، وأيضاً ربط السوق المحلي بالاقتصاد الرأسمالي المتوحش والنتيجة، ضاعت الطبقة العاملة في صراع مع رأسمالية شرسة تنشأ في العراق، نتيجة الفساد والبيروقراطيات الحكومية، وسياسات التوظيف والتعليم الخاطئة جداً.
*
اضافة التعليق