الكاظمي في مواجهة ساخنة مع وزارئه.. (لا شيء) أهم من خدمة الناس عندي

بغداد- العراق اليوم:

أنهى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الجدل الدائر بشأن اشتراكه في الانتخابات القادمة من عدمه، وقطعه بالقول أنه " سيبقى متحملاً المسؤولية، الى أن يؤدي الأمانة الى حكومة مسؤولة وطنية ذات مصداقية، تعمل على خدمة شعبها".

الكاظمي الذي خاطب وزرائه في جلسة مساء امس الثلاثاء، سمعنا منه منطق رجل الدولة المسؤول، والرجل الذي يريد ان يؤدي الأمانة الى اهلها، ولا يسعى خلف مكاسب ذاتية، ولا يجير ما يحققه من انجاز مادي معنوي لذاته انتخابياً.

الكاظمي بهذا الموقف الوطني، أنما يضعنا امام أول تجربة من نوعها، لقائد ورئيس لا يوظف الموقع، لايستفيد من السلطة في تكريس وجوده.

أنه أنموذج وطني جديد تعرفه ابجديات السياسة العراقية، ويستعيد معه ذكرى الزعماء الوطنيين الذي كتبوا سفراً من العمل الوطني الخالد، كالراحل جعفر ابو التمن، أو المفكر والسياسي كامل الجادرجي، او الزعيم الوطني المحبوب عبد الكريم قاسم، أو غيرهم ممن بنوا أسس البلاد وقادوا نهضتها السياسية والفكرية، وأسسوا لنهج مميز في شكل السياسية العراقية المستندة لإرادة الشعب، رغم ان ( ابو التمن والجادرجي) لم يصلا الى سدة السلطة، لكنهما خاضا تجربة طويلة من الكفاح في سبيل تعزيز مدنية الدولة وديمقراطيتها.

يسير رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في ذات المسار اليوم، ويريد ان يقود هذا المسار مجدداً، طبعاً، نحن لسنا في وارد مديح الرجل، لكننا في طور مديح التجربة، والثناء على الأداء، وقياس الحاضر بالماضي القريب الذي كان للأسف يحفل بتجارب الاستعصاء السياسي الواضح، ومحاولات الأستئثار، وقد قاد البلاد الى الغرق في ويلات الاحتراب والانقسام والضياع.

ونحن في وارد الاشارة الى الدور الذي يلعبه القائد في انتقال  الأمة ونهوضها من بعد كبوات متسلسلة ومؤلمة، ونسمع لحديثه المليء بالإشارات الواضحة الى خطل منهج تكريس السلطة، والاهتمام ببناء الذات الحزبية او الآنوية على حساب بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها، وتقويم اداء الوظيفي البحث.

ينقلنا حديث الكاظمي الى مفهوم الدولة الوظيفية المهنية الخدماتية كما عبر هو عنها، وأشار في حديثه امام وزرائه، قاطعاً الطريق على من يريد أن ينحرف بقطارها عن سكته الى طريق اخر ومسار مغاير مما يعني أن الدولة والحكومة وظيفتها اشرافية رفيعة، وأسمى من ان تنافس مواطنيها، أو تزج نفسها في مواضع الشكوك والريبة وفقدان المصداقية والثقة، بعين مواطنها، لذا فأن ابعادها عن المعترك الانتخابي ضرورة قصوى في ظل ظروف معقدة مثل ظروف العراق، وعليه فأننا سنرى انتخابات بلا شكوك ولا تشكيك، وسنرى حكومة قادرة على تشخيص الخلل والاشارة اليه دون ان تضطر الى التبرير او خضوعها لمنطق كونها متضررة او تحاول التأثير على مجريات العملية الانتخابية.

هذا يعني أن الكاظمي نقلنا فعلياً الى اجواء انتخابية خالية من جزء كبير من التشكيك والتوهين، وسيضمن لنا التعبير عن ارادة شعبية حرة في انتخابات ستكون فاصلة بكل المقاييس.

علق هنا