بغداد- العراق اليوم:
فالح حسون الدراجي
افتتاحية جريدة الحقيقة
نشر موقع (العراق اليوم)، تقريراً يكشف عن حصوله على معلومات خاصة (مؤكدة) تشير الى قرار اتخذه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي أمس الأول، يفيد بعدم المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة، وهذا يعني عدم تشكيل أية كتلة نيابية، أو إقامة أي تحالف انتخابي من جانبه، وعدم التفاعل مع أي مرشح، أو دعم أية كتلة على حساب كتلة أخرى.. وقد أبلغ جميع المعنيين بالأمر، بما في ذلك حيدر العبادي وعدنان الزرفي والحزب الشيوعي العراقي و(عراقيون)، والتيار المدني (علي الرفيعي)، ومحمد صاحب الدراجي، وجماعات متظاهري تشرين، وغيرهم من الفاعليات التي كان مقرراً أن تكون في تحالف عريض في الإنتخابات القادمة، حيث كان من المؤمل أن يحظى بمساحة واسعة من الأصوات الانتخابية، لاسيما وأن الكاظمي – بعد أن تأكدت مصداقيته في محاربة الفساد والإطاحة بالرؤوس الكبيرة، وتحديد موعد الإنتخابات المبكرة، بل والإصرار على موعدها في تشرين الأول، رغم المحاولات المتكررة لعدد من الزعماء الكبار بتأجيلها، وأيضاً بعد قراراته الجريئة والمميزة في أعقاب فاجعة ابن الخطيب – بحيث بات الرجل يشكل الان حضوراً واسعاً في الميادين الشعبية.. وأصبح - لوحده – رقماً خطيراً يهدد القوى السياسية النافذة، وبعبعاً يقلق منام الزعامات التقليدية، فأصبح من الطبيعي أن يشكك الكثير من المتابعين بقراره المفاجئ، وأن يضعوا ألف علامة استفهام على هذا الانقلاب، رغم أن الكاظمي لم يعلن يوماً عن مشاركته بشكل رسمي في الإنتخابات، إنما كان العمل يجري باتجاه المشاركة، بهدوء تام، ولا أقول بسريَّة تامة ! وما أن نشر خبر عدم المشاركة في موقع (العراق اليوم) حتى انطلقت الأسئلة بعنوان واحد: لماذا قرر الكاظمي التخلي عن المشاركة في الإنتخابات؟! وبطبيعة الحال، فإن هذا السؤال ليس وحده ظل يتردد على ألسنة المتسائلين، إنما لحقت به عدة تأويلات وتخيلات وأسئلة لاذعة، وأخرى ناعمة، لكنها في الحقيقة ملغومة بكم هائل من الظنون والاتهامات غير المنطقية.. زميل لي أخبرني ( واثقاً ) : - ( لقد تلقى الكاظمي أوامر من أمريكا بعدم المشاركة في الانتخابات)! هكذا بدون إحم ولا دستور .. أمريكا قالت للكاظمي لا تشارك في الإنتخابات يا مصطفى، فقال لها سمعاً وطاعةً سيدتي أمريكا! وآخرَ هَمسَ في أذني قائلاً: إيران هددت الكاظمي - خائفة من فوزه – قائلة له: إذا شاركت في الإنتخابات يا ( كازمي) فسنقتلك! أما السعودية، فقد نصحت الكاظمي حسب ادّعاء صديقي قبل قليل، بعدم المشاركة في الانتخابات، لأنها تريد الفوز (لجماعة معينة)، وقد تؤثر مشاركة الكاظمي على نتائج هذه الجماعة ( المعينة) ! وكل هذا بكوم، وماقاله لي مسؤول كبير في الخارطة السياسية العراقية بكوم ثاني، وهو يحلل ويفكك قرار الكاظمي بما يلي: (الكاظمي قرر عدم المشاركة في الإنتخابات، كي لا يغير ويؤثر في ميزان القوى، ومن أجل أن تبقى القوى السياسية الأربع متقاربة في المقاعد النيابية الإنتخابية التي ستحصل عليها، إذ ستصعب عليهم في هذه الحالة، مهمة اختيار مرشح لرئاسة الوزراء من بينهم، مما يجبرهم على التوجه نحو البديل المستقل، وليس هناك غير الكاظمي شخصاً مستقلاً لا سيما وأنه لم يدخل أو يشارك في الإنتخابات) ! ياسلام .. ارأيتم العبقرية التحليلية التفكيكية لهذا المسؤول الكبير جداً؟ ثمة معلومة أدرجها تقرير ( العراق اليوم ) نقلاً عن جريدة العرب الصادرة في لندن، مفادها أن قرار عدم مشاركة الكاظمي في الإنتخابات جاء بالإتفاق مع السيد مقتدى الصدر، مقابل أن يجدد للكاظمي منصب رئاسة الوزراء بولاية ثانية .. هذه المعلومة تدخل مع المعلومات والأخبار والهمسات التي تقدم بها الزملاء والأصدقاء المحللون العباقرة، حول أسباب عدم مشاركة الكاظمي، والمشكلة أن الجميع تصور كل شيء، وفكر بكل شيء، حتى أن أحدهم قال: إن (إسرائيل) طلبت من الكاظمي – عن طريق مسعود برزاني - عدم المشاركة في الإنتخابات! لماذا تطلب اسرائيل وما مصلحتها في ذلك ؟ لا أحد يجيب ! المهم هنا، أن الجميع فكر بكل الأسباب المعقولة وغير المعقولة، لكن لا أحد فيهم فكر بأن الكاظمي بشر من لحم ودم، وله درجة معينة من التحمل والصبر، واليوم أوصلناه الى الحد الذي يقول فيه (بس كافي)! لقد امتلأ صدر الرجل هماً وأسىً بل وقيحاً، وأذقناه ما لم يذق مثله من قبل، فأراد أن يستريح .. يعني لا إسرائيل ولا أمريكا ولا عكركوف !
*
اضافة التعليق