الكاظمي في مشروع (التجفيف الشامل).. تحركات عراقية نحو سوريا تحظى بتأييد عربي وأقليمي

بغداد- العراق اليوم:

هل يمكن صناعة أمن مستدام داخل العراق، وهل يمكن أن يُؤمن العراق دعماً عربياً واقليمياً دون أن يعني ذلك تنازلاً منه عن جزء من سيادته؟،

هل يمكن أن يتخلص العراق من آثار السياسات السابقة التي عانى بسببها عزلة دولية مضنية؟.

هل يمكن أن يتنفس العراق في محيطه بكل أريحية بعد سنوات من حصار دبلوماسي خانق؟

هل يمكن أن يعود العراق للعبِ دوره في المؤسسات السياسية العربية والدولية، ويصبح رقماً من جديد في معادلة مختلة وغير متزنة، بشهادة الفاعلين الأهم فيها؟.

 بعد إن أدى غياب الدور العراقي في الدبلوماسية العربية منذ عقود عدة الى اختلال في القرار العربي، وبالتالي تمددت مصالح الدول المحيطة بالدول العربية، وفُرضت معادلات جديدة في السياسات بالنسبة لبلدان تواجه أزمات وجودية كسوريا ولبنان وفلسطين ومصر ايضاً، فيما تقود دول الخليج كفاحاً من إجل استعادة سلام افتقدته منذ قدوم القوات الأجنبية الى هذه المياه المهمة في خارطة العالم الجيوبوليتيكية،  هذا الدور العراقي المفقود مثل كلمة السر التي يبحث عنها الجميع.

طبعاً، لمن يفهم في علوم السياسات ويعرف ماذا تعني المصالح الدولية، سيدرك اي صعوبة يمكن أن تواجه أي قائد يسعى لاستعادة دور لبلاده، بعد ما تعرض له العراق من سيناريو رهيب جداً، وما افقدته سياسات الأنظمة الدكتاتورية والأنظمة الهشة الفاشلة التي تعاقبت منذ اعوام، لكن المهمة ليست مستحيلة في قاموس من يريد بناء الدولة، واعادة بناء ستراتيجيات شاملة منطلقة من تقييم وفهم موضوعي لعناصر قوة البلاد، وأدواتها في تنفيذ ستراتيجية تعيدها الى سابق عهدها.

وهكذا بدأ الكاظمي يدير دفة الدبلوماسية منطلقاً من مفاهيم متعددة، منها :

الدبلوماسية طريق استعادة الأمن الداخلي

حيث يرى الكاظمي ضمن رؤيته الخارجية ان تأثيرات جيوسياسية قاهرة هي من تتحكم بالأمن، فالعراق ليس جزيرة منعزلة، ولا هو بلد خلف سور عظيم، الجغرافيا فيه حاكمة وفاعلة ومؤثرة في داخله، وهو متأثر بمناخات المنطقة، ولعل ما حدث في سوريا وبعض البلدان العربية قاد الى مآلات دامية داخل العراق، وحركت الأزمة السورية ميكانيزمات داخلية اثرت مذهبياً وجغرافياً، ومهدت الانشقاقات الداخلية والاختلافات الى نمو تيارات متشددة وأرهابية وما سيناريو 2014 الا واحد من انعكاساتها.

يسعى الكاظمي في هذا المضمار الى نهج سياسة التجفيف الشامل لبؤر الشحن والشد المذهبي والطائفي، وأيضاً تجفيف المناطق الرخوة المستفيدة من غياب سلطة الدولة سواء في العراق او محيطه، والتي عادةً ما تكون بيئة خصبة لنمو الأرهاب والتطرف وقوى اللا دولة.

لذا يسعى العراق اليوم الى محاولة تطبيع الأوضاع في سوريا على سبيل المثال، من خلال تشجيع الحوار الداخلي، وأيضاً تفعيل دور سوريا الدولة في مؤسسة الجامعة العربية، وصولاً الى مساعدة المنطقة برمتها في استئصال الجماعات الأرهابية والتكفيرية التي لا تزال تمثل خطراً داهماً على العراق، وخصوصاً في جزئه الغربي.. وللحديث صلة ..

علق هنا