هل عقمت عقول العراقيين ليكون مفكرهم الشاهبندر؟!

بغداد- العراق اليوم:

سلوان العبيدي

مواقفٌ كثيرةٌ مؤسفةٌ نشاهدها في وسائل الاعلام تجعلنا نفكرُ ونسألُ لما تغيبُ في عالم اليوم العقولُ النيرة التي عُرفَ بها العراقيون من مفكرين واساتذه كتبوا لشعوب العالم الدساتيرَ والقوانين. وعلموا الاخرينَ ابجديةَ الكتابة وحُسنِ القولْ ؟ لماذا يغيبونَ ويتركوا الفضاءَ لاصوات تظللُ الناسَ وتشوشُ الحقائقَ وتتحركَ من الغرائز وليسَ من المنطق المحترمْ ؟ ومن هذه المواقف ما تم نشره عبر الفيسوبك من مقطع بثته قناة السومرية لما يُدعىٰ بالمفكر العراقي الكبير عزت الشبندر !

 هذا الرجل لايفتي في السياسة  والمستقبل العراقي فقط بل يظهرَ كلَّ مرةٍ، وهذه منها على حقيقته ومستواه الذي يفضحهُ  لسانهْ، فالانسانُ مخبوءٌ تحتَ لسانهِ كما يقولُ  امير ُ المؤمنينَ علي (عليه السلام) ومن يستمعْ الى الشابندر تاخذهُ الحسرةَ ليسَ على من يقذفهمُ هذا الرجل بتُهَمهِ وافتراءاتهِ، بل على العراق كله ليتكررَ السؤال (هل عقمتْ عقولُ العراقيينَ ليكونَ مفكرهم الشاهبندر)؟

فلا يوجد كلامٌ وطرحٌ لا اخلاقي وغير قانوني على وسيلة اعلام ، كما ورد على لسانِ السيد عزت  الذي وصفه كتابٌ وساسةٌ محترمونَ بانه سمسارُ الشخصيات الفاشلة في السياسة العراقية،  نعم الطرحُ السيء ضد محمد الحلبوسي ابن الشيوخ وممثل الشعب بإرادةِ اسيادِ وقادةِ الشابندر ، لو كان صاحب هذا الطرح - ذو اللسان الطويل المعروض للايجار دائما- ، أقول لو كان هذا الرجل يستفيدُ واحداً بالالف من فُتاتِ الحلبوسي وعطاياه لما اشارَ له بهذه اللغة الوضيعة التي تعودَّ الجمهور على سماعها منه فقط ضدَ الشرفاء او غير المستفيد منهم، إذ كلما فشلتْ حملاتهُ الدعائية ووقفَ سوق السمسرة السياسية التي يقودها ، وهو المتقلبُ مرةً بين احضان اياد علاوي الذي عبدَهُ  عبادةً ضدَ حزب الدعوة، الذي احتضنهُ ومنحهُ فرصاً لم يحلمْ بها، ثم انقلبَ على علاوي ليحملَ" شنطة المالكي " ثم يفتشُ هنا وهناك باحثاً عن اي فطيسةٍ سياسية ليعيدَ تأهيلَها ويُدخلُها الى البيت العراقي، ثم يعود ليشتمَ  حزب الدعوة علناً وعلى الشاشات ويصفُ الدعوةَ بانهم كلهمُ اغبياء واغبى من فيهم السيد حيدر العبادي، ثم يتجرأ على المتظاهرينَ الاشراف المدافعينَ عن حقوقهم والذين حملوا رايةَ الحسين ضدَ الظُلمِ ، ويصفهم بمجموعة من  قرود ومثليينَ يشربونَ الخمرَ  والمخدرات يومياً ومعظمهم قطاعَ طرقٍ، ثم يتجرا على سماحةِ السيد مقتدى الصدر ويصفهُ بأوصافٍ يجلُ السيد عنها، ومع ذلك لا احدَ يقطع لسانه ، ولايوجد قانونٌ يحاكمه على قلةِ أدبه ولا احدَ يضعُ حداً لهذا السرطان الخبيث الذي وصلَ استفزازه للشعب العراقي ولضحاياه بانه يترحمَ على صدام ويقول في مقابلة تشبهُ هذه (لو اعرف هكذا يصير لوقفت مع صدا ) !

ولا احدَ يقطعُ يده وهو يسخرُ من شهداء العراق وضحايا الدكتاتورية، واليوم يتجاوز جميع الفاظ اللغة المنحطة ليصفَ رئيس مجلس النواب ممثل الشعب قانونا بوصفٍ لابد ان يحاكمَ ويُحكَمَ عليه .

منْ يحميَّ الشابندر ياترى وهو يُلقي بفضلاته على الدين والسياسة والعدو والصديق خاصة من الناجحين ، ولماذا يتجرأ على اولادِ العشائر والأُصول وشباب المستقبل من الناجحينَ امثال الحلبوسي الذي قدمَ في حداثةِ عهده ومقتبلِ عمره اداءً سياسياً لم يتمكن الشابندر طولَ عمره من ان يجدَ له موقعاً صغيراً مثله ، ولذلك لم يعدْ الشابندر إلا نموذجاً للسياسي الفاشل المتقلب بين احضان السياسيينَ كي يبقوه على لائحةِ الفضائيات الباحثة عن قرودِ الفُرجة عليه !

 لذا فإن سكتَ سياسيٌ أو رجلُ دين او محامي او قاضي او اي شخص من ظهر ابيه على ما يتفوّه به هذا الرجل، فانما جميعم يدفعونَ اللغةَ السياسيةَ الى الحضيض ويسمحونَ لاشخاص بلا رادعٍ ولا اخلاقٍ ولا مباديء بحجة الدفاع عن الطائفة او القومية ومن كل الجهات ومنهم عزت الشابندر، الذي يحسبُ نفسه على مفكري الشيعة، والشيعةُ اجلَُ قدراً واكبرُ قيمةً، فهم الفضلاءُ و اهلُ العلم والجهاد واللغة الرفيعة ومدرسة الاداب وعفّة اليد واللسان التي لاتتشرف ان ينتمي لها او يمثلها يوماً عزت الشابندر ، بل ان اكثرَ شخصٍ تم الحطُ من قدره من قبل اخوتنا الشيعة الكرماء قبل غيرهم هو  عزت !! ، الذي اصبحَ ظاهرةً تلفزيونية رخيصة وهو يقدمُ نفسه مفكراً للدين ومفكراً لمستقبل العراق ويحددُ  من يكون ومن يجب ان لايكون وكأنّ قدرَ العراق ،  أن سوءَ حظ هذا البلد ان لايعلو فيه صوتٌ غيرَ  صوتِ مريض بكل العقد الاجتماعية والسياسية ، ليعودَ السؤال مرةً اخرى واخرى وكلما ظهرَ هذا الرجل الموتور (هل عقِمتْ عقول العراقيينَ ليكونَ مفكرهم الشاهبندر! ) الذي اصبح رمزاً للنفاق والتظليل ؟ هو يحقُ فيه قولُ الحق (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) صدق الله العظيم.

علق هنا