متابعة - العراق اليوم:
صدر حديثاً كتاب ” ولادة من رحم الموت … الشهيد مصطفى العذاري ” من تأليف الأديب كريم شلال عن دار ومطبعة البصائر – بيروت . ويستهل المؤلف كتابه الذي جاء أشبه ما يكون بالمرويات عن حياة الشهيد وعلاقته بأسرته ولحظات استشهاده وغيرها الكثير من التفاصيل التي ضمت اعترافات المجرمين ونافذة على القضاء، ختم كتابه بحديث يقول فيه: “لم تكن دماؤك اولى القطرات التي لامست ثرى العراق ولم تكن روحك ” الاولى “في ان تعرج لبارئها لكنما، تفردت في خطواتها ، لتختط مسارها ، الاقرب لأبواب السماء نخلة كانت طرحت ريعان ثمرها لهم فراتا سائغا لغسل خبائثهم ، وشنآنهم لكنهم حاولوا ان تهوى او تنحنى وحاشــــــــاك فشمخت رغم انوفهم وثلمت خواءهم فلم تثنك اعدادهم، او زفرات احقادهم هو الموت ، كان مرادهم لكن مرادك ” ولادة ” من رحم الموت . وتحدث شلال في مدخل الكتاب قائلاً ” في ارض عمقها التاريخ، وجذورها حضارة الانسان وبقايا لعمق الدنيا ، حملت امكنتها، مسميات لا تحصى لثقافات وديانات قاسمها المشترك بلد معافى وهدير يؤنس القلوب وقباب تعانق السماء تصدح بالقيم وإضفاء لغة التسامح وحب الاخر والتعايش. لم تعرف يوما إلا ان تنثر شفيف ودها ونبع طيبها وشذى عبيرها لتنعش غيرها لكنما ارض المقدسات كانت ومازالت قبلة الناظرين .
انتهاك المحرمات موطن الحياة الذي تعايش على ارضه الانبياء والصالحون، لم يدخر يوما بفيضه لمن قصده، علما وأدبا وفنا، منه انطلقت شرارة العلم لتزيح كل الظلامات التي خيمت في الارض، في قلوب اهله نقاء وكرم لمن اقبل عليه وتشهد الدنيا على اقوالنا، لكنما هناك من بث ونفث سموم الحقد والبغض في عقول ” الواهنين ” فكان ان نفثوا حقدهم، ليريقوا دماء اهله الطاهرة، ويقتلوا ويعبثوا بمقدراته، بمعونة ” ثلة ” غرتهم الشعارات، وبريق الاموال، ليقطعوا اوصال ارضه وحضارته ووهجه، بل تصل خستهم الى انتهاك المحرمات بل والتعدي على المقدسات . لقد وصل خواء ضمائر البعض، وهوان النفس، لدرجة انتهاك الاعراض، ومحو جذور الاسلام وضرب بنيته القيمة وتفكيك اوصال الجسد العراقي المزركش.
اعادة الحياة ومن كل ما تقدم، كان لابد من اشعال جذوة للتصحيح، وإعادة الحياة، وإيقاف ذوي النفوس الشريرة من ان تزحف، وبعد صبر طويل، وممارسة كل السبل للحيلولة دون وقوع دمار اكبر للعراق، كان لابد من ايقاف النزيف، وهتك الحرمات، فكانت ، بشارة الحسم ورصاصة الشرف ان تطلقها افواه الحكماء وأسياد القوم وعليتهم المتمثلة ” بالمرجعية الرشيدة ” ان تطلق لحظة الحسم، فتوى المشاركة الشعبية لكل من يتمكن من حمل السلاح لإيقاف غربان الشر القادمة من خلف الحدود، ومن لف لفهم ووقف ساندا لمآربهم من الداخل ، فكانت ضربة قاصمة لظهورهم، حيث سنحت لحظة الولادة الحقيقية لمن يبتغي شرف الشهادة والذود عن المحارم، وما اعظمها من لحظة، ان تقف في ارضك ، ملبيا نداء السماء، متأسيا بسيد الشهداء ” ع” فكان ان تزاحمت الانفس المؤمنة شيبا، وشبابا، ومن مختلف الطوائف، تحت خيمة العراق، حيث تلاشت المسميات وتساوت المفاهيم، وتوحدت الاهداف تحت راية وهوية ” العراق ” لقد هم ” مصطفى العذاري ” كغيره ممن لبي نداء المرجعية ، نورس طار بجناحيه البيضاويين لم يحمل معه الا احلامه نحو المشاركة لتطهير ارض وشرف العراقيين من دنس المارقين ، ليخترق حجب السماء لملاقاة بارئه عبر بوابة الشهادة ، فكانت لحظة الولادة الحقيقية لخلوده ، استلها من رحم الموت “.
كتاب توثيقي ويقع الكتاب في 144 صفحة من القطع المتوسط ، ويضم أيضا مجموعة من الصور التي توثق حياة العذاري ، فضلا عن مشاركات عن الشهداء منها للشيخ محمد باقر الناصري و مدير قسم البحوث بجامعة ذي قار د. ضياء غني العبودي، كما وقد صممت لوحة وجه الكتاب وظهره بأنامل الفنان كريم داود سلمان.