الساحل الأيمن والانتخابات

بغداد- العراق اليوم:

حسين القاصد

ما علاقة الساحل الايمن بالانتخابات؟ هذا السؤال هو اول ما يفكر فيه القارئ الكريم حين يقرأ العنوان، لكنه حين يهدأ قليلا، ويعيد قراءة المشهد السياسي وفق المعطيات العسكرية، يجد أن العلاقة مصيرية بين الاثنين، ذلك لأن مجلس النواب العراقي، صوّت على تحديد موعد انتخابات مجالس المحافظات في ايلول المقبل، وقبلها كثر الكلام عن قرب انتهاء عمليات تحرير الموصل، التي كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد توقعت انتهاءها مع نهاية عام 2016 قبل ان يصرح القائد العام للقوات المسلحة قائلا ان امام القوات المسلحة ثلاثة اشهر لتنهي تحرير الموصل، وهذا يعني ان العمليات ستنتهي في آذار وهو شهر الانتصارات في الاعوام الاخيرة، ففيه كان تحرير تكريت وفيه ايضا كان تحرير بيجي.

وبين آذار وايلول ستة اشهر كافية للدعاية الانتخابية وحصد الاصوات، فمن الكتل من ستستثمر النصر على داعش وعمليات التحرير لكي تحصد ثمن انجازها بعد ان تتبناه هي دون غيرها، ومن الكتل من ستراهن على رفض التدخل الاميركي وتشخص تقصير قوات التحالف في عمليات التحرير، وتطالب بدور اكبر للحشد الشعبي لجعل المعركة عراقية والنصر عراقي اللون والطعم والرائحة، وسنرى كتلا اخرى تعزف على وتر ما بعد داعش بنغمة سمعناها قبل داعش، ومنها الدعوة للتقسيم او الفدرلة وما الى ذلك، وسنسمع اصواتا تلفق التهم الجاهزة اثناء عمليات تحرير الساحل الايمن، من مثل انتهاك حقوق الانسان والمطالبة بعدم تدخل الحشد الشعبي، وسيطفو على سطح المشهد خلاف حول الاراضي التي ستحرر وحول مصيرها وعائديتها، وهو ما بدت ملامحه الآن، وكل هذا سيعود على اصحابه بالأصوات الانتخابية، لأنها اجراءات ستصحبها جيوش الكترونية تجعلها تتناغم مع انصار هذه القائمة او تلك، لا سيما اننا رأينا ما يشبه التوافق او التقارب بعد ابتعاد، بين كتلتين، وهو التقارب الذي كانت اقالة محافظ بغداد من نتائجه، وتوقيت الاقالة قبل الانتخابات بوقت قصير ليس فيه نفع اداري او خدمي سوى انه يعيد توجيه بوصلة التحالفات السياسية ويشكل خطوة استباقية قبل الانتخابات، او رسالة تنص على ان البعض مازال قادرا ومتمكنا من التحكم برسم القادم السياسي؛ ولعل بعض التوافقات كانت وما زالت تقتصر على الحظوظ الانتخابية دون الاكتراث للهم المجتمعي، فالتوافقات التي اقالت المحافظ لم تتمكن لا هي ولا اي توافقات اخرى من استجواب وزير التربية.

كل هذا سيجري وقد يرافقه تصعيد أمنى لكيلا يتفرغ الشعب لدعم قواتنا في الموصل، فهل يبتعد الساسة عن ملف الحرب وعدم اثارة اللغط لعرقلة سير المعارك؟ وهل يتركون الحرب للحرب ولا يجعلونها طاولة لرفع سقف المطالب وزيادة الرصيد الانتخابي على حساب تضحيات القوات المسلحة؟ ننتظر ونرى.

علق هنا