ماهو الدور " السري " الذي يلعبه الكاظمي في المنطقة، والذي ينكره (البعض) قصداً ؟!

بغداد- العراق اليوم:

منذ الرابع من نوفمبر / تشرين الثاني 2020، ومع بدء ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، وتوالي الانباء المحزنة للرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بخسارتهِ المدوية أمام غريمه التقليدي، جو بايدن، بدأ العالم يحبس انفاسه عما سيفعلهُ " هذا الذئب الجريح"، والرجل المهوس بالمواجهات و"الشو"، وحب الظهور بمظهر الرجل الأقوى في العالم.

كل المؤشرات كانت تشير الى أن فرضية الحرب على إيران، ستكون الخيار المُفضل، لاسيما أن الصِدام بين الدولتين قد بلغ مناسيب مرتفعة وخطرة، والرهانات كانت، بل وكل توقعات المحليين وخبراء الصحافة والإعلام ورجال السياسة ومستشاري الحرب، وقادة الأركان، والمحللين العسكرين، كانت تتوقع أن يُشكل "العراق" النقطة المفصلية في أشعال هذه الحرب، التي توقعها البعض حرباً خاطفة، بل وتبرع أحد  الخبراء العسكريين العرب ليعلن اسمها، مؤكداً أنها ستحمل أسم

"لسعة الدبور"!، وأن الرئيس ترامب أستكمل كل خططه لبدء تنفيذ حربه الخاطفة ضد الجمهورية الاسلامية، وحلفائها لربما في العراق، وفي لبنان وسوريا واليمن!.

السؤال الوارد هناك، هل كانت هذه التوقعات مبالغات وتهويلاً إعلامياً؟، وهل كان زج العراق عابراً، أم أن الوقائع تقول شيئاً أخر؟.

في الحقيقة، أن الدلائل كانت تشير بالفعل الى أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، ووزيري خارجيته وحربه، كانوا بانتظار إشارة البدء من العراق فعلًا، بمعنى أنهم كانوا بانتظار أي خطأ يصدر في العراق، وقد يتسبب بمقتل مواطنين أو عسكرين امريكيين عاملين في هذا البلد، لتحميل ايران المسؤولية ومن ثم الانطلاق بعمل عسكري، أستقدمت من إجله حاملة صواريخ، وأدخل الجيش الأمريكي في حالة الانذار، وبدأت أسرائيل والإعلام الخليجي المناهض لإيران، برسم سيناريوهات الحرب المنتظرة، ولم يبقَ سوى أن يُطلق من العراق صفارة البدء، لكن ما الذي حدث ليوقف هذا المخطط، ويُنهي حرباً لو أشتعلت لما أنطفأت حرائقها الاً بالتهام الشرق الأوسط كله.

الحقيقة، المغيبة والغائبة عن الإعلام، هو الدور  المحوري الذي لعبه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بشكل علني تارةً من خلال عمليات الضغط والمتابعة الشديدة، وأيضا الدور الخفي الذي لعبه الرجل في منع تأجج مثل هذا الصراع، من خلال وساطات، وزيارات مكوكية، أنتهت بإقتناع إيراني، أو قناعة لدى هذه الدولة، بأن الحرب ليست من صالح أحد، وأن تفويت الفرصة، وتجنب الحرب، سيربح منه الجميع سلاماً واستقراراً، ولربما حواراً شاملاً ينهي معاناة الشعب الإيراني، ويعيد تشكيل ملامح تعاون أقليمي مشترك، في ظل مصالحة خليجية، تشير الى إمكانية عقد صلح اقليمي برعاية ومتابعة عراقية.

نجحت وساطات الكاظمي، وأيضاً إدارته للملف الداخلي العراقي، والتعامل الدقيق والعقلاني، والحكمة التي ابداها في تفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة دوائر السوء، وبدأت إحلام " الصقور" بالتلاشي بحرب مع بدء العد التنازلي لمغادرة ترامب مقعده الرئاسي لصالح الرئيس المنتخب بايدن الذي اطلق إشارة الرغبة بالسلام في المنطقة.

لذا يجب ان يعترف ( الجميع )بأن الكاظمي قد نجح في سحب ذرائع الحرب، وأنهى اخطر مرحلة تواجه حكومته بسلام، وقد يطوي الرجل الصفحة الأصعب والأكثر تعقيداً، بأنتظار ان يفتح صفحة المصالحات الدولية والأقليمية الشاملة، نحو إستقرار تام ستشهده المنطقة مع بدء أنحسار غيوم الحرب السوداء قريباً.

علق هنا