بغداد- العراق اليوم:
قائد العمليات المشتركة العراقية الفريق أول الركن طالب شغاتي يعلن تحرير شرق الموصل بالكامل بتحرير الجامع الكبير وشرق الموصل يعني سقوط اسطورة داعش ونجاح القوات العراقية. وتكمن رمزية الجامع الكبير وشرق الموصل بالنقاط التالية:
أولاً: عودة شرق الموصل الى الشرعية يعني اصدار شهادة الوفاة الرسمية وهزيمة الدولة الاسلامية المزعومة بعد تنصيب زعيمها البغدادي خليفة للمسلمين والاعلان عن دولته الكارتونية ووجوب الطاعة والبيعة له ولدولته! واليوم يشهد العالم هروب مقاتليه الى الضفة الاخرى بعد تدميرهم لجميع الجسور في محاولة لإيقاف ملاحقة القوات العراقية لهم وعرقلة تقدمها.
ثانياً: تحرير الجامع الكبير من دنس الارهابيين يعني السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية تنظيمية ومخابراتية استطاع داعش بناءها فترة سيطرته على الموصل مستفيدا من ارتفاع مبنى الجامع والمساحة الكبيرة التي يشغلها وعلو المكان.
ثالثاً: عودة الروح التنظيمية والعسكرية الى الجيش العراقي بعد سلسلة انتصارات توجها بالمحافظة على أرواح المدنيين وبتحرير 58 حي كبير في شرق الموصل. وبالحسابات العسكرية يعتبر هذا الانتصار هام جدا خاصة لو علمنا ان التنظيم عمد الى استخدام الأهالي كدروع بشرية كما انه حاول ايقاف تقدم القوات العراقية بزرع الألغام في الأحياء السكنية والبيوت والتي قدر عددها أكثر من مليون لغم. كما استخدم داعش 580 سيارة مفخخة وانتحارية خلال اسبوع واحد فقط. تم التصدي لعدد كبير منها وتفجيرها قبل وصولها الى الهدف، ولا بد من الاشارة الى تضاؤل قدرات التنظيم الذي يعتمد في حربه الشرسة على الانتحاريين وعلى هذه السيارات الانتحارية لتصل اليوم من 2 الى 5 فقط يتم السيطرة عليها بسهولة بعد تطويق الجيش والحشد الشعبي للتنظيم من جميع الجهات.
رابعاً: عودة الثقة وتبادل الاحترام بين المؤسسة العسكرية العراقية وأهالي الموصل بعد أن ذاقوا الأمرين من داعش وهذا ما يبشر بتفاهمات مشتركة بين جميع المكونات لمرحلة ما بعد داعش ويبعد شبح الانقسام وتفتيت البلاد.
خامساً: بتحرير هذه الأحياء الكبيرة يمكننا القول بان جميع الأطراف ستحسب لقوة الجيش العراقي ألف حساب وستتغير المعادلة السابقة لدى دول الجوار الاقليمي في عدم قدرة وكفاءة المنظومة العسكرية التي تفوقت على نفسها واستعادة ذاتها بعد الهوان والضعف الذي رافق الجيش العراقي جراء سقوط النظام الصدامي وقرار حل الجيش ، واليوم استطيع أن أقول بثقة عالية ان أكثر المتوجسين من تنامي هذه القدرات هم تركيا ومنظومة دول الخليج والسيد مسعود البرزاني الذي راهن على قوة البيشمركة الوحيدة التي يمكنها تحرير الموصل وربط أي تعاون مع بغداد بمقاتلة الارهاب بفرض شروط الاقليم القاسية من خلال اجبار حكومة بغداد الضعيفة على قبول حصة الأسد للإقليم والبيشمركة من الميزانية والسيطرة على آبار النفط واحتلال المزيد من الأراضي تحت مسمى المتنازع عليها والتهديد الدائم بالانفصال والسيطرة على الاراضي التي احتلها البيشمركة بالدم !
أخيرا وبعودة الفرع الى الأصل سيتغير ميزان القوى لصالح الدولة العراقية وعندها يستطيع العراق ان يكون لاعب اساسي مؤثر يحسب له ألف حساب.