قراءة في حديث الكاظمي أمس .. رئيس الوزراء يُكاشف الشعب بالحقيقة ويعلنها بقوة : لا تراجع عن الإصلاح لاتراجع عن مكافحة الفساد

بغداد- العراق اليوم:

في مؤتمره الصحافي الذي عقدهُ بعد الإنتهاء من مناقشة وأقرار موازنة 2021 الإصلاحية، وضع رئيس الوزراء النقاط على الحروف كما يقال، وأعلنها صريحةً أنه ماضَ في منهج الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني، مهما كلفه الأمر، وأنهُ لن يتراجع قيد أنملةً عن خططه الواضحة من إجل إعادة الأعتبار للدولة العراقية، وأستعادة النظام بعد سنوات طويلة من الفشل والفساد وتراكم الأخطاء، وضعف الأداء، وتكدس المشاكل دون مراجعات وحلول عملية وعلمية.

المراقب لهذا المؤتمر الصحافي، سيجد ان " الكاظمي بدا أكثر صرامةً وقوةً من ذي قبل، وأنهُ عازم على الذهاب بهذا الشوط الى أخره، ومستعد لخوض المواجهة الى النهاية، مع قوى اللادولة، وقوى الباطن، والجماعات الخارجة عن القانون التي تريد أن تشارك الدولة الشرعية قرارها في الحرب والسلم، وأن تضع نفسها بديلاً عن الشعب ومجلسه النيابي وحكومته المنبثقة عنه".

كان الرجل يتحدث بكل صدق ووضوح، ولم يلذ خلف الشعارات البراقة، ولا أستخدم خطاباً شعبوياً لغرض الكسب، إنما أضاء على المشكلة، وعرُف الإشكالية للناس، وأوضح المخفي، وربط النتائج بتلك الأسباب الغائرة في العمق".

لقد قال بوضوح شديد، لن أسمح لأي جهة أن تمارس مهام الدولة، وتقوض سمعة البلاد، وتفكك شراكاتها الإستراتيجية العميقة، تحت أي مسمى، ولا أحد يملك قرار الحرب والسلم، سوى الحكومة، وغير مسموح مطلقاً ان يتمرد طرف على هذا التوجه، متوعداً باجراءات غير مسبوقة، وسط تأييد شعبي لهذا الحزم في مواجهة هذا الانفلات غير المبرر.

 في قضية الساعة الساخنة، كان رئيس الوزراء أيضاً صريحاً للغاية، وقال ما يجب أن يسمعهُ الجميع منذ أمد طويل، الإصلاح الاقتصادي ضرورة متأخرة، ورؤية خالصة من إجل انقاذ البلاد من تراكم ديونها، وتبدد ثرواتها المالية بلا وجه حق، وأن " لا متضرر من سياسات الإصلاح الاقتصادي سوى الفاسدين الذين سيخسرون منافعهم السحت المنهوبة من قوت الشعب العراقي، فيما سيكسب الفقراء والطبقات المتوسطة المزيد من فرص التنمية والبناء والمشاركة الفاعلة في خطط الحكومة للنهوض بقطاعات الزراعة والصناعة".

كما وعد رئيس الوزراء بعدم المساس بقوت هذه الطبقات ومرتباتها، بل وعد أن تساهم الخزينة العامة بالمزيد من المساهمات المالية من إجل دعم الشرائح الهشة، وزيادة الدعم الحكومي المقنن والممنهج، وضمان وصوله اليها، فيما سيكون التأثير على الطبقة الوسطى محدوداً للغاية، وسيكون له الأثر ايضاً في تعافي الأقتصاد الذي يعيش انهاكًا واضحًا بسبب سياسات خاطئة لم تبنَ على رؤية حقيقية لبناء أقتصاد حقيقي".

الكاظمي في هذا المؤتمر لخص ما ينتظرهً الجميع منذ 17 عاماً، حيثُ كان الجميع يعرف ان الأستمرار بسياسات الكسب الانتخابي، والمضي خلف عمليات تبديد الثروات ستكون نتائجها كارثية على الجميع، ولا بد من رجل يتدارك الإنحدار قبل الوصول الى القاع، حيث لا يمكن إعادة القاطرة الى الخلف، وقد وجد الرجل في الوقت المناسب وها هو يباشر منهجه الإصلاحي مدعوماً برغبة جماهيرية واضحة من إجل انقاد العراق.

علق هنا