كمال محمد .. "نام ليله" الأبدي بعد أن انهى "عتاب" من لا عودة له ثانيةً

بغداد- العراق اليوم:

مثل رحيل السياب المُفجع، في مثل شهر كانون الأول، الشهر المطير، وبرده القاسي، كانت الناصرية هذه المرة بدلاً عن البصرة ، تودع جسد مبدع منسي، أو أنه اختار ان يعيش على هامش الأضواء، أنها تودع  كمال محمد السبعيني الذي رحل تاركًا خلفه سماء لا تتوقف، ففي الثاني من الشهر الجاري وعن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاماً ترجل هذا الفارس، كاتباً اخر فصول حكاية لحن أوقفها هو بإرادته منذ ثلاثة عقود.

نعم، مات كمال محمد المضيء في سبعينات القرن الماضي، حين كانت الحياة مضيئة بالفنون والسحر والجمال، رحل دون أن يسمع صوته الذي خنقه فيروس قاتل( كورونا) أحد.

رحل، ذلك الألق الصوتي باحثاً عن مساحة من هواء طلق، لا ليصدح بها مجدداً، بل لأخذ نفس عميق، حرمتهُ نوائب الدهر منه، لتطبق على انفاسه التي ما انقطعت تبثُ لحناً شجياً، حتى مع انقطاعه عن الغناء، حيث لم يتوقف عن تلاوة وترتيل القرأن الكريم في مدينته الناصرية التي عاد لها بعد طول اغتراب في ديالى.

رحل كمال محمد، المطرب السبعيني الذي استطاع عبر اغان معدودات، أن يحجز مقعده بين كبار مطربي تلك الحقبة، وصار ملمحاً من ملامح الأصوات التي شكلت الظاهرة الغنائية الجديدة، تلك الأغاني القادمة من الجنوب، شعراً ولحناً وغناءً.

برحيله، تكون الساحة الفنية العراقية قد سجلت مرحلة أخرى من مراحل صمت هذا الشدي العذب، فهو منذ ظهوره مطلع عقد السبعينات بأغنيته المشهورة ( معاتبين) وهي من الحان الراحل عبد الحسين السماوي وكلمات الشاعر محمد عبد الرضا اللامي.

كما لحن له الراحل طالب القره غولي، ، اغنية (دلليني) ولحن له ايضاً الراحل محمد جواد اموري ، محسن فرحان ، كمال السید ، یاسین الراوي وغيرهم.

كما تعامل مع مجموعة من كبار شعراء الأغنية السبعينية، منهم جليل العضاض وجبار الغزي وكريم راضي العماري ومحمد عبد الرضا اللامي، بالأضافة الى الشاعر الكبير كاظم الركابي كما اشرنا.

لقد ترك لنا الراحل ارثاً من الأغاني المعروفة، منها معاتبين وردي بينه وثلاث رسايل وهلي يظلام و ليل ياليل وأسال يا غالي، وما نامت الليل وها خوية و يلي يلي اغنيلك ويحاجي الناس وكلشي يهون.

( العراق اليوم) يطلق هذه التحية الصحفية الفنية والأدبية لروحه وفنه والتزامه الطويل.

لروحه الرحمة والسلام والخلود.

علق هنا