الكاظمي بعد إنجاز قانون الاقتراض، يدخل قاعة الإمتحان الأصعب، فهل سينجح ويعبر بالعراق الى بر الأمان، أم سيفشل لا سمح الله وتحل الكارثة

بغداد- العراق اليوم:

بعد أن تمكن بالتعاون مع مجلس النواب من تمرير قانون الاقتراض لتغطية العجز المالي يكون الكاظمي قد انهى جولة صعبة أخرى بنجاح، مع أن الرجل  لايطمح ابداً لأن يكون مسار معالجة الأزمات الاقتصادية بهذه الطريقة، ولكن الامور معقدة جداً لدرجة قد تسقط الدولة وتطيح بالعملية السياسية برمتها، وبالتالي فإن العلاج بالكي أحياناً يكون أمراً لا مفر منه، وهكذا هو حال العلاج بالاقتراض، الذي أصبح حلاً وحيداً في ظل هذا الوضع، لتفادي التفكك  للدولة العراقية، ومانعاً لإنهيارها.

يقول مراقبون وخبراء ل (العراق اليوم) ان " تمرير قانون الاقتراض كان مقدمة مهمة لغرض المباشرة بالحلول الآنية والاستراتيجية للازمة، حيث ينبغي الشروع بالإجراءات اللازمة لجدولة الدين العام منذ اللحظة، مع إعادة نظر شاملة في الإنفاق الحكومي، وتنمية الإيرادات العامة، وغير العادية، أو الروتينية، والشروع بقطاع الاستثمار الأجنبي بشكل حقيقي، فضلاً عن التفكير بطرق غير تقليدية لتعظيم الموارد المالية غير النفطية، من خلال الجبايات واستثمار شركات الدولة العامة التي للأسف أصبحت تشكل ضغطاً إضافياً على موارد الدولة المحدودة".

وإشاروا إلى أن " الشروع بإصلاحات جذرية خلال فصل واحد، سيؤمن الحكومة إيرادات مالية مهمة، وقد يغنيها في المستقبل القريب عن اللجوء إلى الخيارات الصعبة".

وتابعوا ان "الكاظمي شخصياً سيقود مرحلة معالجة الازمة؛ والرجل كما يتضح، لديه تصور تام عن المشكلة الاقتصادية، وليس مستبعداً ان يقود بذاته حملة لتفكيك لوبيات الفساد والاقتصاديات الموازية للدولة التي تنمو بشكل طفيلي على جسد الدولة واقتصادها".

واردفوا ان "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بات الان في مرحلة حرجة من تاريخ وزارته، وسيكون ملتزماً دون شك بإجراءات المحاسبة، والمراجعة للمؤسسات المالية العراقية، وايضا الاطلاع على جميع الخطط، ومراجعتها وتعديلها بما ينسجم مع توجهاته الإصلاحية التي يعول عليها الشارع قبل النخبة السياسية.. وبإختصار شديد، فإن الكاظمي قد دخل الان مع حكومته قاعة الإمتحان (الوزاري) الأصعب، وباتت أمامه نتيجتان لا ثالثة لهما، فأما النجاح والعبور الى بر الأمان، أو الرسوب لا سمح الله..

ويقول المراقبون أنفسهم:

"إن كل المؤشرات التي أمامنا تقول: أن الرجل قادر على تحقيق النجاح رغم كل الصعاب، وبالتالي سينجح في العبور بالعراق الى مراحل الفرج"

فهل سيتحقق ذلك؟

الأيام وليست السنين ستجيب على هذا السؤال !

علق هنا