كتب الاعلامي عباس عبود: عندما كان يمر علينا اسم صائب عريقات، كنا نعتقد انه مجرد دمية من دمى النظام العالمي الجديد له دور ووظيفة تحددها الدوائر الصهيونية والامريكية، لكن الحقيقة خلاف ذلك.. فعريقات (استاذ العلوم السياسية)، قامة اكاديمية عربية قل نظيرها، فهو المثابر الذكي الذي مزج بين المعرفة والثقافة ومهارة العمل الاداري، الامر الذي جعله مؤهلاً ليتصذى الى اصعب واعقد مهمة، ويصبح كبير المفاوضين الفلسطينين امام اسرائيل. وتبين لاحقاً ان (عريقات) كان يستلهم قوته في مواجهة الوفود الاسرائيلية المفاوضة من علي بن ابي طالب عليه السلام، وان الرجل قد حرص كل الحرص على مطالعة تراث الإمام ورسائله ومفاوضاته الشاقة مع خصومه التي يعتبرها عريقات من اهم روافد الموروث العالمي لفن التفاوض. ومن يطالع على كتاب الراحل صائب عريقات (عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر) سيشعر بالخجل لأنه لم يمنح نفسه الوقت الكافي لانصاف رجل بوزن صائب عريقات الذي يقول في مقدمة كتابه عن علي بن الي طالب: "انه امير المؤمنين، سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه. لقد لجأت اليه والى اقواله وخطاباته ورسائله في كل يوم من ايام المفاوضات على اختلاف انواعها وتعددها". ثم يقول عريقات في مقدمة كتابه عن احساسه بعلي بن أبي طالب: "كان معي في كل خطوة من خطواتي وكل لحظة من لحظاتي، كان يقف مابين عقلي ولساني، وكان جسري في التواصل والتفاوض في الاخذ والعطاء.. وكان قوتي وعزمي وعلمي وفخري وصبري ونضالي ومقاومتي واستمراري وبقائي، وكان الهادي والممسك بيدي حتى القدس الشريف". هنا نسأل انفسنا: كم شخص منا حاول الخوض في التراث السياسي والاداري للامام علي بن الي طالب، وكم نائب في البرلمان ممن يدعون انهم اتباع علييعرفون كيفية استثمار هذا التراث. وهل تمكنت نخبنا العلمانية من توظيف التراث الاسلامي لاسيما تراث علي بن ابي طالب عليه السلام والاستفادة منه كمخرجات واقعية كما فعل العلماني الفلسطنيني عريقات؟ وهل استفادت الاحزاب السياسية الاسلامية ورجالها ومثقفوها من تراث امير المؤمنين، وكم حولت منه الى مخرجات حقيقية واقعية مثلما فعل صائب عريقات الذي اكثرنا كان يعتقد ويردد بانه مجرد عميل لا اكثر رحم الله #عريقات المناضل والاكاديمي والباحث والانسان ورحمنا الله باصلاح حال نخبنا وقادتنا ونوابنا ومثقفينا.
*
اضافة التعليق