هل سينجح بايدن الذي زار العراق 24 مرة، والكاظمي الذي تربطه به علاقة (خاصة)، في حل عقد المنشار ؟!

بغداد- العراق اليوم:

بوصول الرئيس المُنتخب، جو بايدن، الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن واحدة من أعقد المشاكل التي كانت تواجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في طريقها للحل، وقد تنجح حكومته في تفكيكها، بعد أن توقع البعض ممن لا يريدون لهذه الحكومة أن تستمر، أن تكون هي العقدة التي تُطيح بها.

حيث أن أنسحاب القوات الأمريكية من العراق التي دخلته في الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي 2014، سيكون أسهل وأكثر مرونةً مع وصول الرئيس الجديد، الذي يُعتبر أحد مهندسي الأنسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، والذي قاد مفاوضات استراتيجية مع الحكومة العراقية أنذاك، ولديه خبرة طويلة في التعامل مع الواقع العراقي، حيث ان سجل زيارته الى هذا البلد يصل الى 24 زيارة عمل، التقى بها زعماء التيارات والقوى والحكومات، فضلاً عن أطلاعه عن كثب على قدرات العراق الأمنية والعسكرية، وأهم المشاكل التي تواجهه، ولذا فأن القدر هذه المرة خدم حكومة الكاظمي بوصول رئيس من هذا النوع، وقادر على تفهم الخصوصيات العراقية الداخلية، مع توفر معلومة مهمة لم يفصح عنها الكاظمي، وقد لن يفصح عنها أبداً، مفادها أن الكاظمي نفسه، وقبل أن يصيح رئيساً للوزراء كان على تواصل مع بايدن وأفراد طاقمه، وإنه حين كان رئيساً للمخابرات العراقية لعب دوراً مهماً في نقل رسائل ووجهات نظر متعددة ومتباينة ومهمة جداً بين المرشح الديمقراطي جو بايدن،وبين مسؤولين عراقيين كبار، بل وحتى مسؤولين (غير عراقيين)، لها علاقة بتأمين الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، وهذا بطبيعة الحال سيسهل مهمة الرئيس الكاظمي كثيراً في حل الأمور الصعبة والمعقدة بين العراق برئاسة الكاظمي، وأمريكا برئاسة بايدن، وحتماً فإن موضوع القوات الأمريكية في العراق والذي يشكل عقدة المنشار سيكون أول هذه الأمور، خاصة وإننا نعي الحجم الذي يثيره تواجد قوات اجنبية في الأراضي العراقية لدى الشارع العراقي والامريكي أيضاً، في ظل القوى التي تمسك زمام الحكم، لاسيما وإن التجربة السابقة مع انتشار تلك القوات لم يكن الشارعان مشجعين لها، فضلاً عن تسبب التدخل الأمريكي، بزيادة الذرائع التي تتخذها قوى اقليمية ودول مجاورة للتدخل في الشؤون العراقية، تحت غطاء حماية نفسها من القوات الأمريكية التي تريد ان تدفع الى أسقاط انظمتها.

في هذا السياق، اكد النائب عن تحالف الفتح احمد الكناني، أن قرار مجلس النواب باخراج القوات الامريكية من العراق ساري المفعول، مبينا أنه لن يتغير برحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال الكناني في حديث صحافي أن  “قرار اخراج القوات الاجنبية من العراق ومنها الامريكية ساري المفعول ولاتغير به سواء تغير ترامب او بقي  كرئيس للولايات المتحدة الامريكية، وعلى الحكومة تنفيذ وعودها بالمضي في تطبيقه”.

واضاف الكناني ،ان” قرار مجلس النواب بإخراج القوات الاجنبية ومنها الامريكية يحظى بدعم شعبي والحكومة الزمت نفسها بتنفيذه، وعليها ان تطبقه وتفعله، كونها المسؤولة عن اليات التنفيذ”، مؤكداً أن “تغير الرئيس الامريكي لن يكون له اي تأثير على المشهد”.

فيما رأى المراقب للشأن السياسي، حسن عبد الكريم، أن " تغييرات جوهرية ستحدث في ملفات خارجية أمريكية مع وصول الرئيس بايدن للبيت الأبيض، سيكون العراق بطبيعة أهميته الستراتيجية في الطليعة، وسيكون ملفه موضوعاً على الطاولة منذ مباشرة الرئيس مهامه".

وبين لـ ( العراق اليوم) أن " حكومة الكاظمي جادة بالفعل على أنهاء هذا الملف بشكل سلمي وضمن السياقات القانونية، وأن رئيس الوزراء أكد في غير مرة سعيه لإنجاز هذا الإستحقاق الوطني بأقرب فرصة تتهيأ فيها الظروف المواتية لذلك".

علق هنا