بغداد- العراق اليوم: " بايدن الولائي"، و "ترامب الجوكري" لا يزالان يحتلان مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، ولا يزال العراقيون يشتبكون في هذه المواقع، بعد أن أنقسموا كالعادة الى معسكرين، الأول يؤيد المرشح الديمقراطي جو بايدن، ويأمل أن يراه مكتسحاً النتائج الانتخابية، وأن يُخرج ساكن البيت الأبيض، طارداً أياه، وفريق أخر، يريد " الرجل الأشقر" مرةً أخرى في البيت الأبيض، ربما ليكمل مشروعه الذي بدأه متابعة "فلول الولائيين في العراق" كما يقول معلقون، فيما يقول ظرفاء أخرون، أو ربما رغبة من العراقيين أن يستمروا برؤية فاتنات البيت الأبيض، إيفانكا ترامب ووالدتها السيد ميلانيا ترامب!. هذا الإنقسام العراقي كان قد بدأ منذ بدء التنافس الأنتخابي الأمريكي، لكنه وصل ذروته مع يوم التصويت الامريكي، والنتائج التي بدأت تظهر تباعاً، والتي لا تزال متأرجحة بين تقدم حذر لجو بايدن، وبين مفاجأت اللحظة الأخيرة التي قد يقلب الرئيس دونالد ترامب الطاولة على غريمه، وينتصر عليه بالضربة القاضية في المجمع الانتخابي، رغم إن مؤشرات المجمع الإنتخابي تذهب أسهمها لصالح بايدن حتى هذه اللحظة. هذا الشد التنافسي وجد صداه في الشارع العراقي الذي يرى أن " البلاد هي أكثر المتأثرين بالسياسات الأمريكية، وأن صانع قرار البيت الأبيض، سيكون له اليد الطولى في تحديد شكل التعاون الامريكي مع العراق، لاسيما وأن كل شيء مؤجل تقريباً بإنتظار حسم السباق الانتخابي". فيما يؤيد عراقيون كثر على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، المرشح الديمقراطي جو بايدن، معتبرين أن "سياسات ترامب العدائية، وما سببه التنافس مع ايران في العراق من أزمات ادخلت البلاد في دوامة العنف الاهلي، والانقسام، وأن مجيء رئيس ديمقراطي يمكنه أن يخفف هذا الانقسام، وأن يحد من النزعة العدوانية المتشددة للإدارة الجمهورية تجاه قضايا عالقة في العراق". فيما يرو فريق أخر، وهو يؤيد الرئيس دونالد ترامب، إن " فوز الأخير سيكون بمثابة طوق نجاة للعراق من التدخلات الأقليمية، ولاسيما الايرانية منها، وأن أدارة ترامب كانت حازمة وحاسمة في القضية العراقية، بل وأنها أنتصرت للقوى الشعبية العراقية التي تحركت في تشرين 2019 ضد حكومة المحاصصة والفساد المستشري الذي تسبب بأزمات أقتصادية"، متمنين أن " يُعاد أنتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية". ولعل الأمنيات والرغبات شيء مشروع، ولا يضر، لكن المثير أن الانقسام العراقي نسخ نفسه أيضاً في هذا الملف، حيث بدأ المدونون العراقيون بتبادل الأتهامات والسب والشتم، معسكر ضد الأخر، فما أن يؤيد عراقي المرشح جو بايدن، حتى ينبري له مجموعة من الذين يتهمونه بالذيلية والولائية، والعكس صحيح، وما أن يفصح أخر عن رغبته بإعادة ترامب، حتى تجد التعليقات من الإتجاه المضاد بأنه " جوكري وعميل سفارات وغيرها من الاتهامات التي باتت سمة المشهد المُنقسم في العراق اليوم، وبالتأكيد لن تختفي قريباً".
*
اضافة التعليق