بغداد- العراق اليوم: في قرار متوقع، أنهى أمين بغداد، منهل الحبوبي، الجدل في بقائه بمنصبه بعد 38 يوماً فقط، ليعلن استقالته من المنصب، ومغادرته الى خارج العراق، لتلقي العلاج أثر عارض صحي قال أنه " باغته في عمله"، الا أن مراقبين قالوا أن " الرجل لم ينسجم ولن ينسجم مع أجواء العمل في مؤسسة عملاقة مثل الأمانة، وهو الذي لم يسبق له أن عمل في مؤسساتها، أو لديه سجل وظيفي في مؤسسات خدمية غيرها". وقال الحبوبي في وثيقة موقعة بخط يده: للأسف بعد فترة قصيرة من شروعي بمهامي باغتني عارض صحي جدي يتطلب علاجا طويل الأمد خارج العراق اضطرني إلى تقديم استقالتي من المنصب إلى أخي رئيس الوزراء الذي كان منحني الثقة والدعم. وتابع: يحزنني أن اضطر بعد فترة قصيرة من تسلمي المسؤولية إلى مغادرة بغداد، ولكني بعد التباحث مع رئيس الوزراء وتبادل الافكار، كلي أمل ورجاء أن أمين بغداد الجديد سيكون على قدر ثقة الرئيس وأهالي بغداد. وأعلن رئيس الوزراء في 14 أيلول المنصرم، تعيين منهل عزيز رؤوف الحبوبي أميناً لبغداد وهو مهندس معماري يوصف بـ"العبقري" وأحد أبرز الأسماء في ساحة العمارة الحديثة في الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من عقد. وعلى الرغم من خسارة بغداد، لهذه القامة المعمارية التي كان من المؤمل أن تقود خطوات حقيقية لإصلاح بنية العمل في الأمانة، وتقود عمليات التحديث العمراني في عاصمة الدنيا، الا أن رئيس الوزراء لم ينتظر طويلاً في عملية إدارة هذه المؤسسة المهمة، أذ أصدر مع قبوله لإستقالة الحبوبي، أمراً بتعيين المهندس العراقي علاء كاظم معن العماري، أميناً لبغداد خلفاً للمستقيل، في أشارة الى حسم وحزم رئيس الوزراء في ملف التعيينات الكبيرة في الدولة العراقية، وقدرته على ملء الفراغات التي تحدث نتيجةً لظروف كهذه، فيما رأى مراقبون أن " إتجاه الحكومة الى سرعة الاختيار والتعيين، جاء لتجنيب الأمانة المزيد من التجاذبات، وأيضاً رغبةً في حسم ملف التعيين الذي يراد له أن يصبح بازراً خاضعاً للمحاصصة، في ظل ظروف معقدة لا تسمح بتحويل المؤسسات الى اقطاعيات ومحازبيات خاصة، وأيضاً الرغبة في تطوير إداء المؤسسات الحكومية التي يمكن أن تتحول الى رافد مهم لخزينة الدولة الخاوية في الوقت الحالي، والتي ينتظر أن يلعب القطاع الضريبي والخدمي دوراً هاماً في تعزيزها بعد أن أدى أنخفاض أسعار النفط الى ازمة حقيقية في تمويل نفقات الدولة التشغيلية، لاسيما حقل رواتب موظفي القطاع العام الذين يصل تعدادهم الى قرابة الأربع ملايين موظف لا يؤدون في الغالب عملاً حقيقياً يدر على الدولة ايرادات مالية حقيقية تتناسب مع ما يتقاضونه من مرتبات هي الأعلى بين نظرائهم في دول الشرق الأوسط تقريباً". بقي على امين بغداد الجديد ان يشمر عن ساعديه فوراً، ويبدأ من الان عمله، فأمامه عمل طويل، بينما وقته قصير. بل قصير جداً .. كما يتوجب على الرئيس الكاظمي أن يوفر للرجل "بيئة" ملائمة للعمل، وان بعد عن دائرة (الأمين) كل الحلقات "الزائدة"وغير المتخصصة.
*
اضافة التعليق