بغداد- العراق اليوم: يحيي ملايين المسلمين في العراق والعالم هذه الايام، ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين، بظروف صعبة، فبين جائحة كورونا التي عبرت وفياتها الى أكثر من مليون شخص، وبين الملايين المصابين الاخرين، وسط ازمة اقتصادية عالمية، لم يسلم منها العراق، البلد الذي لم يستلم أكثر من 4 مليون موظف فيه رواتبهم منذ 50 يومياً، الا ان هذا الامر لم يكن حاجزاً امام احياء العراقيين للزيارة الاربعينية بجهد وبذخ، على كافة المستويات الخدمية والصحية، وفي جميع المحافظات التي يمر عبرها ملايين الزائرين نحو كربلاء. وتحتضن مدينة كربلاء في كل عام ملايين الزائرين العراقيين والأجانب، سيراً على الإقدام، من أغلب المحافظات انطلاقاً من جنوب العراق، وتحديداً مدينة البصرة مروراً بميسان وذي قار والديوانية والمثنى، لإحياء مراسيم أربيعينة الإمام الحسين (عليه السلام)، في العشرين من شهر صفر. وتشهد المدينة المقدسة، التي حدثت فيها موقعة الطف الخالدة تجمعات بشرية كبيرة سنوياً لإحياء تلك المراسيم، ولكن هذا العام شهد اختلافاً عن السنوات السابقة، لأنها تزامنت مع انتشار جائحة كورونا، ومع الكساد الاقتصادي الذي ضرب العراق بسبب انهيار أسعار النفط العالمية. وعادةً ما يرافق تلك الزيارة، إنذاراً أمنياً وخدمياً وصحياً، يشارك فيها آلاف المنتسبون في وزارات الداخلية والدفاع والصحة، إضافة إلى الآلاف من المتطوعين، الذين يقومون بتسهيل دخول الزائرين، إلى جانب تقديم النصائح التوعوية التي تخص الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا. وسجلت محافظة كربلاء خلال منذ بدء الزيارة، 10 آلاف موكب عزاء، وبمشاركة 7 آلاف متطوع، لتقديم الخدمات الصحية والأمنية وتسهيل انسيابية دخول الزائرين إلى المدينة، بعد توافد آلاف المشاركين بمراسيم الأربعينية، فيما يؤكد أصحاب المواكب الحسينية ان الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق، لن تحول دون تقديم افضل الخدمات لزائري الامام الحسين. ولأول مرة منذ عام 2003، أصدرت السلطات العراقية قراراً بتحديد عدد الأجانب الذين يرومون الدخول إلى البلاد لتأدية مراسيم الزيارة الأربعينية، بسبب تفشي فيروس كورونا في العراق وعدد كبير من دول العالم، وخصوصاً إيران التي منعت مواطنيها من العبور إلى صوب كربلاء. وفي الـ 30 من الشهر الماضي، قال المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء أحمد ملا طلال في تغريدة عبر "تويتر"، إن الكاظمي وجه بالموافقة على دخول 1500 زائر لأداء زيارة الأربعين، من كل دولة يرغب مواطنوها بأداء الزيارة المقدسة، على أن يكون دخولهم إلى العراق عبر المنافذ الجوية حصرا، وأن تلتزم الدول ببرامج توعية مواطنيها القادمين، بإجراءات الوقاية الصحية. ومع تعذر الزوار الأجانب على القدوم إلى العراق، قرر عدد كبير من الزائرين العراقيين إهداء خطواتهم إلى من تعذر عليهم المشاركة في زيارة الاربعين من العراقيين والعرب والاجانب ويدعون لهم تحت قبة الامام الحسين. العتبتان الحسينية والعباسية كثفت إجراءاتها الوقائيّة والاحترازيّة، للحفاظ على سلامة الزائرين والمواكب المعزّية خلال فترة زيارة الأربعين، وخلق أجواءٍ آمنة صحّياً ضمن التوجيهات الصحّية وبموادّ مسموح بها ومرخّصة طبّياً. وبدأت هذه الإجراءات منذ بدء توافد الزائرين لأداء مراسيم الزيارة، حيث تمّ الاستعداد لها مسبقاً بما يسهم في المحافظة على صحّة وسلامة الزائرين والمنتسبين على حدٍّ سواء، في ظلّ هذه الأجواء والظروف الاستثنائيّة التي ترافق هذه الزيارة.
*
اضافة التعليق