بقدميه.. مصطفى الكاظمي يمضي الى "المشكلة" غداً الإثنين

فالح حسون الدراجي

افتتاحية جريدة الحقيقة:

لم يكتف بما يبذله مسؤولو  القوى الامنية الإتحادية، أو  مسؤولو المحافظة، من جهود مضنية وحثيثة من أجل تحرير المختطف "سجاد العراقي"، إنما قرر أن يمضي الكاظمي بنفسه هذه المرة، ليقف على الحقيقة كما هي، ويعرف بالتفصيل، والدقة معوقات تحرير هذا الشاب البريء، فهو يعرف ان لوجوده في موقع الحدث تأثيراً على الموقف العملياتي، او التفاوضي، سواء مع شيوخ العشائر، او ربما مع (وكلاء) الخاطفين، غير الذي سيكون عليه لو لم يمض بنفسه الى موقع الحدث، وهذه حقيقة يجب أن نقر ونعترف بها، خاصة وإن الكاظمي رجل أمن وإعلام وسياسة، ويدرك قبل غيره أهمية وجود القائد في الميدان، حتى لو كان حجم المنازلة صغيراً بمستوى تحرير فرد مختطف، لذلك قرر  أن يمضي غداً بنفسه، ويحل المشكلة بنفسه ايضاً، رغم ان البعض لا يعجبه ذهاب رئيس الدولة من أجل قضية مخطوف واحد!

وبرأيي، إن الذي يحترم حق الإنسان (المواطن)، ويشعر بأهميته وقيمته، سواء أكان -فرداً او جماعة- سيعرف أهمية ما سيقوم به الكاظمي غداً الإثنين، ويقدر له هذا الجهد المميز، حتى لو كان مختلفاً مع الكاظمي، سياسياً أو إدارياً، فسجاد العراقي - وإن كان فرداً واحداً -  مواطن عراقي له حقوقه الدستورية والإنسانية، وله قيمة وأعتبار، وله عائلة وأصحاب، وأحلام وطموحات، ولعل من اول حقوقه على رئيس دولته وحكومته الوطنية، السعي الجاد لتوفير الحرية والامان والسلام والكرامة له.  

لذا فإن ذهاب الكاظمي برجليه للمشكلة لحلها- إن كان هناك املاً ومجالاً لحلها اليوم قبل الغد- أمر  رائع وسيحسب له بتقدير وإحترام.

وطبعاً، فإن الرجل سيناقش قضايا ساخنة، ومشاكل عدة في المحافظة، غير مشكلة سجاد العراقي، وسيقف على اسبابها، وسيسعى لحلها، فالناصرية، وكما قلت قبل أيام،  تنام وتصحو على صفيح ساخن وخطير، وإن متابعة اوضاعها من قبل اكبر رأس في الدولة -استثناءً - أمر  مهم لا يتحمل التأجيل قطعاً.

الناصرية نزفت وتألمت، وعانت، وصبرت، حتى جف بئر صبرها، والناصرية التي كانت موطن الجمال والشعر والغناء والروعة، باتت اليوم موطن الثورة، وربما ستكون موطناً لزلزال لن يهدم ويسقط أسس الدولة العراقية فحسب، إنما قد يهدم ويسقط أيضاً بناءات الدول المحيطة التي سيتفاجئ الكثيرون بهدمها وسقوطها.

ذهاب الكاظمي بنفسه الى المشكلة لحلها، وليس الهرب منها، هو موقف شجاع ومسؤول يستحق عليه كلمة برافو !

وكان مصدر حكومي، قد ذكر يوم الأحد، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيزور يوم غد الاثنين محافظة ذي قار جنوبي العراق.

وقال المصدر إن "الكاظمي سيطلع خلال الزيارة على الوضع الأمني والخدمي المحافظة، ولمتابعة قضية اختطاف الناشط سجاد العراقي، عن قرب".

وأضاف "كما سيعقد الكاظمي اجتماعات مع المسؤولين الامنيين والمحليين وعدد من عشائر المحافظة". وفرضت القوات الأمنية العراقية في محافظة ذي قار حصارا على قضاء سيد دخيل (شرقي الناصرية) بهدف تحرير الناشط سجاد العراقي المختطف منذ 20 أيلول الماضي، ويعتقد أن خاطفيه يخفونه هناك.

 

علق هنا