هل نجح الكاظمي في حرفِ أنظار القوى الشيعية عن مخرجات زيارته لواشنطن بحادثة "الشفل"؟

بغداد- العراق اليوم:

ترى أوساط سياسية، أن خطوات التصعيد الأخيرة في محافظات البصرة والناصرية كانت تصب بشكل مباشر او غير مباشر، لصالح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي عاد مؤخراً من واشنطن بعد لقائه مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، حيث أن القوى الشيعية ومن خلفها الفصائل المسلحة المناوئة للوجود الأمريكي، كانت تعد العدة لمحاسبة ومتابعة رئيس الوزراء حول زيارته الى البيت الأبيض، والتي كانت تريد منها كسب تعهد امريكي بأنسحاب سريع وفوري من العراق، استناداً للقرار النيابي الذي اتخذته هذه القوى مطلع العام الجاري، وحيث ان الرئيس الكاظمي لم يحصل على تعهد صريح حول هذا الملف، فأنه كان سيلاقي محاسبة سياسية ونيابية شديدة لولا ما حدث من تصعيد في محافظات الجنوب، وصل الى استخدام اليات ثقيلة لدك وتدمير مقار هذه القوى السياسية، في خطوة قرأت على أنها التحول الأكثر خطورةً في أنزلاق الأوضاع نحو العنف السياسي الذي قد يندلع في أي لحظة.

وقالت المصادر، أن " رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي استفاد من هذا الضغط الشعبي الذي تلاقيه القوى السياسية الشيعية في معاقلها الأساسية، ويمكن ان يكون مكتبه او مقربيه او مستشاريه من الذين يرتبطون بهذه الساحات بشكل أو بأخر، يقفون وراء هذا  التصعيد، أو على الأقل وظفوه بشكل جيد، كورقة بيد رئيس الوزراء الذي يواجه قوى سياسية تمتلك اجنحة مسلحة، وتريد بسط سيطرتها ونفوذها على القرار الحكومي والسيادي بإستخدام هذه الأدوات".

وبينت هذه الأوساط، أن " التصعيد الأخير في البصرة والناصرية، ساهم في اخراج الكاظمي من عنق الزجاجة، حيث تمت موازنة الضغط من كلا الجانبين، ففي الوقت الذي كانت تظن القوى السياسية الشيعية انها تملك الضغوط الكافية على الكاظمي، اصبحت اليوم تفاوضه فقط - كما يقول السياسيي عزت الشابندر في تغريدته- من أجل الحفاظ على مكاسبها، أو وجودها أصلاً في مناطق النفوذ التقليدية لها، مما يعني أن الرجل يملك الأن ورقة رابحة، وهي الساحات الشعبية التي أنظمت بشكل أو بأخر الى القوى الداعمة له في هذه الحكومة الانتقالية، والفضل يعود لبعض مستشاريه الذين جاء بهم الكاظمي من ساحات التظاهر  مباشرة الى مناصب رفيعة في الدولة ".

ووفق هذه الأوساط، فإن " الاجتماع الأخير الذي انعقد في بيت زعيم ائتلاف الفتح وزعيم منظمة بدر، هادي العامري، والذي تعرض مقره في الناصرية للتجريف بعد إحراقه، شهد المطالبة من القوى السياسية الشيعية بأن تتوقف اعمال العنف والانفلات الامني في المحافظات الجنوبية، وأن هذا التصعيد قد يدفع الأمور نحو الخروج عن السيطرة، وقد وعد رئيس الوزراء بأتخاذ خطوات جادة وحقيقية في هذا الجانب".

وتشير الاوساط، لكن التحول الأهم الذي يمكن قراءته في حصر  طلبات او  مطالب هذه القوى واجنحتها المسلحة بضبط الأوضاع في هذه المدن، يشير الى ان الكاظمي وفريقه السياسي العامل معه قد نجح في الهاء هذه القوى عن المطالب التعجيزية التي كانت  ترفعها مثل سحب القوات الأمريكية وغيرها من المطالب الثقيلة، بل شكلت هذه الضغوط الشعبية الاحتجاجية ورقة تفاوضية ينجح الرجل في استثمارها لقلب الطاولة على هذه القوى، لكن هذا الأمر يبدو أنه ازعج او استفز اطرافاً اخرى ك" سائرون " التي رأت ان اللعب في مناطق النفوذ التقليدية لعبة خطرة ستمس مصالحها فبل غيرها، لذا يشاع ان تنسيقاً بين الفتح وسائرون قد بدأ بالنضج على قاعدة الحفاظ على المكتسبات المشتركة، وأبعاد الخطر عن مناطق النفوذ، وحمايتها من التشققات،  أو  بروز قوى غير تقليدية قد تنهي سطوة هذه القوى بشكل كبير ومؤثر.

 

 

علق هنا