بغداد- العراق اليوم: يصف مسؤول عراقي التقى وزير المالية الحالي الدكتور علي عبد الأمير علاوي، فوصفه بأنه " أخر الرجال الذين يذكرونك بصرامة وتربية الطبقة العليا في العراق، التي أتصفت بالجدية والحزم، فضلاً عن النزاهة والعفة والحكمة الواضحة في العمل"، ويقول مواصلاً حديثه، " يبدو أن علاوي يذكرنا بسيرة وزراء المال الذين قرأنا سيرهم في نظافة اليد والحرص الشديد على المال العام، كما قرأنا في سيرة وزير المالية في العهد الملكي ساسون حسقيل، ومن تولى مهمة بيت المال، حيث كانوا يدققون في كل شاردةً وواردة تخص المال العام". ويرى أن " هذا الوزير مثال ممتاز عن الكفاءة التي نتغنى بها، ونتحدث عنها، ولكنها فقدت حين ساد منطق المحاصصة، وتغلغلت المحسوبية في تعيين كل من هب ودب في وزارات الحكومة". ويشير الى أن " علاوي هذا حاضر الذهنية، متوقد، ويعرف خلفيات الأمور بشكل جيد، لذا فأنه خير من يؤتمن على المال العراقي في الراهن". يمكن أن ننطلق من تقييم هذا المسؤول، وانطباعه الذاتي عن شخصية الدكتور علاوي الذي يعد من بين اقل الوزراء حضوراً في وسائل الاعلام، لكنه الأكثر عملاً في كابينة الكاظمي، كيف والرجل يدير كل المعارك من موقعه، ولكن كيف ؟. في الحقيقة، إن الاجابة وللأنصاف ستكون عبر القول ان من يدير المال العراقي، يدير البلاد كلها، بحربها وسلمها، بأمنها وأمانها، بجوعها وفقرها، وغناها وترفها ايضاً، فهذا الرجل الذي تسنم موقعه، في وزارة لا توجد في خزائنها الخاوية اكثر من 300 مليون دولار، في بلاد تدفع اكثر من 5000 الاف مليون دولار شهرياً رواتب لموظفيها ومتقاعديها، فضلاً عن تسيير مرافق الدولة، الأمن والصحة والزراعة والصناعة، وكل فعاليات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، نراه يواظب على العمل بقوة في إدارة أزمة ان حلت حُل ما سواها، وأن ضاقت اضاعت البلد برمته، فحين تعجز عن إدارة المال، فأنك ستخسر حربك مع داعش، وستنتهي بكارثة مجدداً، وحين تتوقف عن تمويل القطاع الصحي، فأنك ستخسر حرباً لا تقل ضراوةً عن الأولى حيث تواجه الدولة حرباً كورونا الماحقة، بصرف المال ودعم الجيش الأبيض. يواصل الدكتور علاوي هذه المهمة، بدأب شديد ومن خلفه الكاظمي الذي يدعمه بقوة، بقرارات لا تحرج الحكومة، ودون أن تأتي على حساب الطبقات الفقيرة او متوسطة الدخل، ويخرج العراق بصبر شديد من عنق الزجاجة، مع تكالب الأزمات، وتعقد المشهد الى حد مخيف، كل هذا ولا يزال البحث جارياً من قبل هذا الوزير وفريقه العامل برفقته لإدارة الأزمة بعيداً عن المواطن، فهو لا يريد ان يكسر الجرة برأس الفقراء، ولا يريد حلولاً ترهن مستقبل البلاد واجيالها لقروض عالمية قد تنتهي ببيع العراق في مزاد السلع المستهلكة. أن اختيار علاوي يعد ضربة موفقة من رئيس الوزراء في حكومته الانتقالية وعلامة مضيئة في مسيرة المالية العراقية، التي سيتكتب علاوي اسمه بفخر على سجلاتها النظيفة دوماً وابداً.. وللحديث عن وزراء اكفاء، صلة ..
*
اضافة التعليق