بغداد- العراق اليوم:
دفعت أزمة (عدم الأمان المالي) التى خلقها فيروس كورونا على مستوى العالم المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية إلى تبني تجربة جديدة وفريدة على مستوى العالم.
وتقوم الفكرة على إقرار دخل أساسي لعدد من الأفراد وتتبع تأثير هذه الخطة على الاقتصاد، وعلى متلقي الراتب الشهري.
وعصف فيروس كورونا المستجد بملايين الوظائف على مستوى العالم وتسبب في تقاعد ملايين العمال بمختلف القطاعات الاقتصادية بسبب إجراءات الإغلاق الاحترازية التي شهدها العالم للحد من انتشار الفيروس
وبحسب الدراسة، سيحصل نحو 120 شخصا على مبلغ 1200 يورو، أي ما يعادل 1430 دولارا في الشهر، ولمدة 3 سنوات، وهو مبلغ أعلى بقليل من خط الفقر في ألمانيا، وسيقارن الباحثون النتائج مع نحو 1380 شخصا لم يحصلوا على هذا الراتب.
ويمول هذه الدراسة المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية، من خلال توفير نحو 140 ألف منحة، وسيخضع المشتركون لاستبيان حول حياتهم، عملهم، وانفعالاتهم لمعرفة ما إن كان دخلهم ذو تأثير على جوانب حياتهم. فكرة الدراسة
تقوم فكرة الدراسة على أن الحكومة ملزمة بدفع مبلغ من المال لكل مواطن شهرياً، بغض النظر عن دخلهم أو وضعهم الوظيفي.
ويرى أصحاب هذا المقترح بأنه سيقلص من عدم المساواة، وسيساهم في رفاهية المواطنين، بتوفير ما يسمي بـ"الأمن المالي" لهم، أما أصحاب وجهة النظر المعارضة فيرون أنها ستكون مكلفة، وستثني الناس عن الانخراط في سوق العمل.
واكتسبت الفكرة زخما خلال السنوات الأخيرة، خاصة بسبب الأزمات المالية، وبسبب تفاقم الهوة في المداخيل في بعض الدول الغربية.
المشرف على الدراسة يورغين شوب قال في تصريح لصحيفة دير شبيجل الألمانية إن هذه الدراسة ستساهم في تقديم دلائل علمية جديدة في المحادثات حول فكرة الدخل الأساسي.
وأضاف: "النقاش حول الدخل الأساسي كان أشبه بصالون فسلفي في لحظات الرخاء، وحرب في الأزمات".
وألمح إلى أن المعارضين سيتذرعون بفكرة أنا الناس سيستسهلون عدم الذهاب إلى العمل، والاستلقاء على الأريكة للاستمتاع بالوجبات السريعة ومشاهدة التلفزيون، وأن المؤيدين يرون أنهم سيستمرون بالقيام بالأعمال، وسيصبحون أكثر إبداعا، ونوه إلى أن هذه الكليشيهات في النقاش والقوالب النمطية تُطرح أيضا عند الحديث عن تأثير هذه الخطة على الاقتصاد.
وقال: "يمكن الارتقاء بالنقاش باستبدال هذه الفرضيات المسبقة بالمعرفة المثبتة بالتجارب".
وتدعم مجموعة الضغط "جروندينكومين" هذه الفكرة وساهمت بتمويل التجربة، من خلال تبرعات مؤيديها لتقديم دفعات شهرية بقيمة 1000 يورو لنحو 668 شخصا منذ عام 2014. تجربة فنلندية
وسبق أن جربت فنلندا نوعا من أشكال الدخل الأساسي لمدة عامين، من يناير/كاون الثاني 2017 وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2018، حيث تلقى نحو 2000 فنلندي عاطل عن العمل نحو 560 يورو شهريا، إلا أن القائمين على تلك التجربة، توصلوا إلى أنه ورغم شعور هؤلاء الأشخاص بالسعادة، إلا أنها لم تسهم بدفعهم للعمل.
ونهاية شهر أغسطس/أب 2019، نشرت الحكومة الفنلندية النتائج الأولية لهذه التجربة، والتي انتهت قبل شهر، حيث حصل خلال هذه المدة 2000 عاطل على شيك شهري من الدولة، بغض النظر عما إذا كانوا قد وجدوا عملا أم لا، حيث تم منحهم 560 يورو معفاة من الضريبة ابتداء من 1 يناير 2017 وحتى ديسمبر 2018. دعم فيسبوك وتسلا
وبحسب ما ذكره موقع يورو نيوز، فإن أصحاب المليارات أمثال مارك زوكربيرج مؤسس موقع التواصل الاجتماعي، وإيلون موسك مؤسس شركة تسلا الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، أبدوا إعجابهم بهذه الفكرة، باعتبار أن الدخل الأساسي الفردي حل محتمل لانتشار البطالة، وقال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا: "أعتقد أن علينا تحقيق دخلا أساسيا عالميا، سيكون الأمر ضروريا
*
اضافة التعليق