بغداد- العراق اليوم:
أن أشرت بعض الأوساط السياسية والشعبية، وجود ضعف او مشاكل رافقت توزير كثير من الشخصيات في حكومة مصطفى الكاظمي الانتقالية، ودعت بعضها الى تغيير هذه الشخصيات، اما بسبب ضعف فاضح في الاداء، او عدم القدرة على العمل، أو وجود مشاكل وملفات فساد تلاحقهم، وبالتالي سطوة حزبية وفئوية تتابع عملهم، فأن بعض الكأس، يشي بوجود شخصيات كفؤة ومهنية وذات تدرج وظيفي، وخبرة ونزاهة ونظافة يد، وأيضاً مميزات قوة الشخصية المؤثرة، والكاريزما التي تليق بتمثل العراق في المحافل الدولية، ويمكن ان نعزو وجود النوعين من الوزراء لسبب وحيد، ففي الأولى قيدت إرادة رئيس الوزراء المكلف حينها، ولربما فرضت عليه التوازنات الدقيقة والرقمية ان يخضع للأمر الواقع، أما في الثانية، فلأن الرجل وجد متسعاً في الاختيار، لذا جاءت خياراته متوافقة ومتوائمة مع الطموح المنشود في حكومة رشيقة سريعة التفاعل، قوية الحضور، ومؤثرة في المشهد المرتبك. من هذا ننطلق في تقييم او لنقل الاشادة بجهود وزير داخلية حكومة الكاظمي، الفريق الركن عثمان الغانمي، الرجل العسكري المتزن، والخبير في الشأن الأمني والعسكري، والذي تكشف مسيرته العسكرية الممتدة عن سيرة رجل شريف، وطني غيور، وصاحب موقف فضلاً عن الكاريزما الواضحة في خطواته وسكناته، فالرجل الذي بدأ يغير من ملامح وزارة الداخلية سريعاً، رغم تعقد الملفات فيها، وتشابك المصالح بداخلها، وللحق فأن من يدير الداخلية فأنه يستطيع أن يدير العراق كله، ربما يعود ذلك لتعقيد وتشابك، بل وتداخل المهام والواجبات في هذه الوزارة، فهي وزارة امنية، عسكرية، خدمية، دفاعية وهجومية، وفيها موارد مالية هائلة وصرفيات هائلة أيضاً، فضلاً عن إتساع مساحات عملها، وكبر حجمها، ولكن ورغم هذه الصعوبات فإن الرجل اثبت كفاءة عالية وقدرة ومعرفة من خلال تحركاته السريعة والمدروسة، بعيداً عن الأضواء والبهرجة الاعلامية الزائفة، فالرجل جاء ليصلح مؤسسة تضم قرابة مليون عنصر، تتحكم بحياة وأمن 40 مليون انسان، وهذه الأرقام صعبة بل ومهمة جسيمة، يتحملها كل وزير داخلية يشغل هذا الموقع وللحق فإن الرجل ادى واجبه بمسؤولية تامة، وسط ارتياح شعبي واضح، بل انه يحظى بإشادات واجماع وطني قل نظيره، خاصة وإن خلفية الرجل المهنية نزيهة ونظيفة، إذ لم تلاحقه شبهة فساد – لاسمح الله- طوال تسنمه ارفع المسؤوليات ولم يتورط في أي فعل طائفي او قومي او عنصري، بل كان مثال الجندية العراقية المنضبطة، وكان يعمل بصمت، لكن عمله مؤثر في الواقع، ويقترب من الهم والمعالجة. ان نجاح الكاظمي في انتقاء هذه العملة الصعبة من بين عملات متعددة، قد يحسب له، خصوصاً وان الاصلاحات الإدارية والفنية والشرطوية بدأت تؤتي اكلها، مع اقرارنا جميعاً بحجم الضغوط والمواجهات التي سيتلقاها الرجل في عملية الاصلاح الأمني، حيث تكلست الرتب، وتكاسلت المناصب عن اداء الدور، وتسللت آفة الفساد الى الأروقة، وهنا تصعب المكافحة دون جرأة وقدرة، وتصبح المواجهة جزءاً مفروضاً من العمل، لا مستحباً يؤتى به، وهنا سيكون الغانمي بمواجهات لها أول وليس لها أخر، لكنه سينتصر، فلقد عودنا الرجال القادمون من ميادين الجندية العراقية الباسلة ان يقفوا دائماً في مقدمة الشجعان المنتصرين، وهو ليس تحيزاً لأبناء مؤسسة الجيش العراقي، إنما هو إنصاف للمتميزين فيهم -وهم كثر والحمد لله - وما معركة الاصلاح هذه الاً واحدة من اقوى المعارك واصعبها وامضاها كما عبرت المرجعية الشريفة، لكن النصر صبر ساعة، وسيحمله معه ان شاء الله.. وللحديث صلة عن وزير كفوء آخر في وزارة الكاظمي..
*
اضافة التعليق