بغداد- العراق اليوم:
صعدت أسعار الذهب عالمياً خلال تعاملات اليوم الاثنين، لتتجاوز 1973.75 دولارا لأول مرة في تاريخه، مع استمرار جاذبية المعدن كملاذ آمن. واستفاد المعدن النفيس من المخاوف حيال تفشي فيروس كورونا، وتداعياته على الاقتصادات، ليصل إلى مستوى قياسي جديد.
وتستمر الإصابات الجديدة بالوباء في الارتفاع داخل الولايات المتحدة، وفي كافة أنحاء العالم لتقترب من 18 مليون حالة عالمياً. وقد أسهمت هذه الزيادة في إصابات الفيروس، بالإضافة للتوترات الأميركية الصينية، في إحباط آمال التعافي الاقتصادي السريع، ما دفع المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب. لكن مع ذلك جاءت المكاسب محدودة مع قفزة ملحوظة في قيمة العملة الأميركية.
وفي التعاملات المبكرة، ارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر ديسمبر (كانون الأول) بنحو 0.3 في المئة، أو ما يعادل 5.50 دولار ليصل إلى 1991.40 دولار للأوقية. وفي وقت مبكر من التداولات، قفز سعر المعدن الأصفر . وخلال نفس التوقيت، تراجع سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنسبة 0.2 في المئة ليتراجع إلى 1973.75 دولارا للأوقية
وفي المعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة بنسبة 0.5 في المئة إلى 24.26 دولار للأوقية، وهبط البلاتين بنسبة 1 في المئة ليسجل مستوى 897.61 دولار، في حين استقر البلاديوم عند مستوى 2090.22 دولار للأوقية.
وفي تلك الأثناء، ارتفع المؤشر الرئيس للدولار، الذي يتبع أداء الورقة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسة بنحو 0.3 في المئة مسجلاً 93.647 نقطة.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال مايكل مكارثي، كبير الاستراتيجيين في شركة "سي إم سي ماركتس"، إن "المعنويات تتدهور في شتى الأسواق. أولاً، تنامي معدلات الإصابة مبعث قلق حقيقي للعالم، ومصدر دعم حقيقي لأسعار الذهب. وفي ضوء ذلك، فإنه يدفع الدولار الأميركي للصعود أيضاً".
مكاسب تتجاوز 30 في المئة منذ بداية 2020
كان المعدن النفيس قد سجل أعلى مستوياته على الإطلاق في تعاملات يوم الجمعة الماضي، إذ أثار تراجع الدولار، وأرقام اقتصادية سلبية من كل حدب وصوب، نزوحاً نحو المعدن الأصفر الذي يُعد ملاذاً آمناً، والذي في سبيله لتحقيق أكبر مكسب شهري منذ فبراير (شباط) من العام 2016.
وصعدت الفضة بنسبة 2.3 في المئة إلى 24.08 دولار للأوقية (الأونصة)، وتتجه لزيادة شهرية بحوالي 33 في المئة، وهي الأعلى على الإطلاق في إحصاءات تعود لعام 1982، مدعومة بالطلب الاستثماري والصناعي. في ما يتجه الدولار صوب تسجيل أسوأ أداء شهري في عشر سنوات تقريباً.
وربح المعدن النفيس منذ بداية العام نحو 30 في المئة، مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة عالمياً وتحفيز واسع الانتشار من البنوك المركزية، وهو ما زاد الدعم للذهب الذي يعد ملاذاً من التضخم وانخفاض العملة.
الطلب العالمي
على الرغم من الارتفاع المستمر في الأسعار، وتسجيل مستويات قياسية وتاريخية، إلا أن بيانات حديثة أصدرها مجلس الذهب العالمي تشير إلى تراجع الطلب العالمي على الذهب بنحو 11 في المئة خلال الربع الثاني من العام الحالي، على الرغم من صعود الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر إلى مستوى قياسي. فقد أظهر التقرير الفصلي الصادر عن المجلس، أن الطلب العالمي على المعدن النفيس تراجع بنحو 11 في المئة خلال الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي على أساس سنوي ليصل إلى 1015.7 طن.
وأرجع مجلس الذهب العالمي، السبب في انخفاض الطلب العالمي إلى وباء "كوفيد-19" المستجد والإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الحكومات، حيث كان مجدداً المؤثر الرئيس على سوق المعدن الأصفر خلال الربع الثاني. وعلى الرغم من أن هذه الأزمة الصحية تضر بشدة الطلب الاستهلاكي على الذهب لكنها توفر الدعم لصالح الطلب الاستثماري.
وأسهمت الاستجابة العالمية للوباء من جانب البنوك المركزية والحكومات، في شكل خفض معدلات الفائدة، وعمليات ضخ السيولة الهائلة في تعزيز التدفقات الداخلة لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، لتبلغ 434.1 طن.
*
اضافة التعليق