بغداد- العراق اليوم:
حقق علماء أنتاركتيكا اكتشافا مذهلا بتحديد أصل بقايا متحجرة وربطها بأثقل إيلاسماصور (Elasmosaur)، وهو من الزواحف المائية القديمة التي جابت بحار العصر الطباشيري إلى جانب الديناصورات.
وتعمل "الصحراء المجمدة" كملاذ علمي لأكثر من 1000 باحث على مدار العام، الذين يراقبون تغير المناخ ويدرسون تاريخ الأرض. وتتيح لهم المناظر الطبيعية القاحلة الوصول إلى عالم غير ملوث، حيث يمكنهم إكمال أبحاثهم دون تدخل أو ضغط سياسي، ولكنها أيضا كنز للصيادين الأحفوريين.
وفي عام 2019، بعد عقود من الصراع مع الطقس في جزيرة صغيرة مقفرة، قبالة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، اكتشف العلماء بقايا الزواحف التي يعتقد أنها تزن ما يصل إلى 15 طنا، ووُصفت بـ"وحش البحر".
وتشكل Elasmosaurs عائلة من plesiosaurs، التي تمثل بعض أكبر المخلوقات البحرية في العصر الطباشيري.
وقال الفريق إن الوزن الثقيل الموصوف حديثا ينتمي إلى جنس Aristonectes، وهي مجموعة يُنظر إلى أنواعها على أنها متطرفة مع أنواع أخرى من Elasmosaurs، لأنها تختلف كثيرا عن العينات المتحجرة المكتشفة في الولايات المتحدة.
وأخبر خوسيه أوغورمان، عالم الحفريات في المجلس الوطني للأبحاث العلمية والتقنية في الأرجنتين، ناشيونال جيوغرافيك في عام 2019: "لسنوات كان الأمر غامضا، لم نكن نعرف ما إذا كانت من elasmosaurs أم لا".
واحتاج الباحثون إلى عينة أكثر اكتمالا، وكما حدث، اكتشف ويليام زينسمايستر، من جامعة بوردو، مرشحا محتملا في جزيرة سيمور - جنوب الطرف الشمالي لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية - خلال رحلة عام 1989.
وفي ذلك الوقت، لم يكن لديه الموارد اللازمة لاستكشاف الاكتشافات الأحفورية، لكنه أبلغ الباحثين في الأرجنتين عن الاكتشاف.
وشارك معهد أنتاركتيكا الأرجنتيني في ذلك، وبدأ في حفر الحفريات كجزء من بعثاته البحثية الصيفية السنوية، ولكن الأمر استغرق عقودا للكشف عن الزواحف العملاقة.
وذهب الدكتور أوغورمان، الذي كان عمره 5 سنوات عندما اكتُشفت الحفريات، في أولى هذه الرحلات بدءا من عام 2012.
وفي الأيام النشطة، كان على الفريق الانتظار حتى تزيل الشمس الجليد من التربة، قبل التمكن من الحفر وسحب كل قطعة بدقة من الأرض، لتُشحن بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة مارامبيو الأرجنتينية على بعد بضعة أميال.
وانتهى التنقيب أخيرا في عام 2017، ما أسفر عن جزء كبير من الهيكل العظمي للحيوان، والذي وصفه الدكتور أوغورمان وزملاؤه في ورقتهم المنشورة في Cretaceous Research في عام 2019.
واعترف الدكتور أوغورمان: "ليس لدينا جمجمة، ولكن لدينا الكثير من قطع العينة".
وقدّر الفريق أن الإيلاسماصور يزن ما بين 11.8 طنا و14.8 طنا، ويبلغ طول الرأس إلى الذيل نحو 40 قدما.
*
اضافة التعليق